نشطت في المناطق المحررة خلال فترة عطلة الصيف الحالية، “مخيمات الكشافة” التي تستهدف الشباب وخاصة الطلاب الجامعيين، لتجربة العيش في أحضان الطبيعة لعدة أيام يتخللها العديد من النشاطات.
وأقامت عدة منظمات وفرق شبابية خلال الشهرين الماضيين عدداً من المخيمات الشبابية في منطقة ريف حلب الشمالي، استهدفت عشرات الشبان.
شبكة مسير إحدى تلك الفرق التي أقامت مخيماً قبل أيام قرب مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، استهدفت خلاله أكثر من 40 طالباً جامعياً من مختلف الجامعات في المناطق المحررة.
عبد الرحمن طالب مشرف في مخيم مسير الشبابي يقول لصحيفة حبر: إن “الهدف من مخيم الكشافة هو توطيد العلاقة بين طلاب جامعات المناطق المحررة، إضافة إلى أن يعيش الشباب الحياة لأيام في أحضان الطبيعة ويبتعد عن المدينة والزحام واستخدام الإنترنت للضرورة لتجعل الإنسان يتفكر و يتدبر في الحياة ويراجع أفكاره”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
وفي مخيمات الكشافة يقوم المشارك بتحمل المسؤولية عن نفسه، من ناحية الطعام والشراب والتنظيف، وهو أحد أهم أسباب إقامة هكذا نشاطات وفق القائمين عليها.
وحول نشاطات المخيم يقول طالب إن المخيم كان حوالي ثلاثة أيام، وهناك جدول زمني للنشاطات والتدريبات والمحاضرات والرياضة، وتم الالتزام به قدر الإمكان من قبل المشاركين.
ويضيف أن القائمين على المشروع حاولوا ربط الشق العملي بالنظري، بحيث تتضمن كل محاضرة نشاطات ترفيهية مرتبطة بالمادة العلمية للمحاضرة، إضافة إلى جلسات مسائية ومشاهدة أفلام ومناقشتها على الواقع المعاش.
اقرأ أيضاً: جرحى إيرانيون بقصف إسرائيلي على مواقع عسكرية في دير الزور
أحمد جنتو أحد المشاركين في مخيم الكشافة يقول: إن المشروع هو تجربة مفيدة لزيادة العمل الجماعي والعمل ضمن فريق بأفراد لم يتم التعرف عليهم سابقاً وزيادة التواصل الاجتماعي بين طلاب الجامعات، مما أثر ايجابياً على نجاح العمل وباختلاف الطلاب وظرفهم قد يصعب المخيم على البعض ويكون يسيراً على البعض.
وحول أسباب مشاركته يشير إلى أنه يرغب في تغيير البيئة المحيطة من نمط الازدحام السكاني والمروري إلى الطبيعة الجبلية وزيادة المغامرة ضمن مجال محدود والمشاركة في الأنشطة المجتمعية لاكتشاف تحديات جديدة والتغلب عليها.
محمود عمر أحد الطلاب والمشاركين في مخيم الكشافة يرى أن مثل هذه المشاريع تطور المهارات والقيم الشخصية من ناحية المسؤولية، والاحترام، والعمل الجماعي، كما أنها تعزز التواصل الاجتماعي، وفرصة لتجربة جديدة في الطبيعة من حيث المغامرة والتحدي.
وكغيره من النشاطات والمشاريع واجه القائمون على مخيمات الكشافة صعوبات عدة، أهمها قلة الدعم والمنح المقدمة والمخصصة لمثل هكذا مشاريع، يضاف إليها عدم وجود بنية تحتية مهيئة لمثل هكذا مخيمات خاصةً في الجبال والاحراش في المناطق المحررة والتي هي مواقع التخييم.
وأشار طالب خلال حديثه لحبر أن النشاط هو تجربة رائعة مفيد بشكل كبير ويساعد بشكل كبير في تطوير القيم الشخصية مثل التعاون والقيادة والمسؤولية والقدرة على التحمل بالإضافة إلى ذلك مثل هذه المعسكرات يمكن أن تكون مكان رائع لتعلم المهارات المفيدة في الطبيعة.
وتأتي هذه المشاريع والنشاطات مع غياب ثقافة مخيمات الكشافة في مناطق شمال غرب سورية، مع استمرار عدم الاستقرار وتقلص المساحات بعد سيطرة نظام الأسد وازدياد عدد السكان في المنطقة، إضافة إلى الصعوبات وضيق المعيشة الذي يعاني منه الأهالي.