مديرية الصحة في مدينة إدلب تقيم مؤتمراً لمناقشة الواقع الصحي في شمال غرب سوريا

حلا إسليم

أقامت مديرية الصحة في مدينة إدلب يوم الجمعة الموافق لتاريخ 11/10/2024 مؤتمر العام الخامس لمناقشة الوضع الصحي وتحدياته والتخطيط لمستقبل القطاع الصحي في شمال غرب سوريا حيث حضر المؤتمر أكثر من 200 طبيب وعامل في المجال الصحي كما أجرت انتخاباً لأعضاء مجلس الأمناء.

 

وفي لقاء لصحيفة حبر مع الدكتور زهير قراط مدير الصحة في مدينة إدلب مبرزاً التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في شمال غرب سوريا كانت الحوكمة من أكثر التحديات صعوبةً بسبب “وجود عدة حكومات في المنطقة والمشاكل السياسية”، كما أن النقص الحاد في الدعم عن قطاع الصحي التحدي الذي لم يقل صعوبة عن سابقهِ، وهو في منحى متزايد بالتحديد بعد الحرب في غزة والحروب الأخرى “فلم يعد الشمال السوري من أولويات الداعمين الدوليين للاحتياجات الإنسانية “.

 

في نفس الصدد قال الدكتور حسام قرة محمد معاون مدير الصحة في إدلب لصحيفة حبر: “إن الصعوبات التي نوجهها ليست بجديدة” فمنذ بداية سنة 2024 هناك انحدار في الكتلة المالية المقدمة لصالح قطاع الصحة.

أما عن الصعوبات المستحدثة: “كانت ما بعد زلزال تركيا وشمال سوريا حيث عاد ذلك لاستنفاد التجهيزات الطبية بالإضافة إلى صعوبة تحويل بعض المرضى إلى تركيا. ” مما زاد الوضع حرجاً حسب المحمد.

 

خطط مستقبلية لواقع صحي أفضل

رغم التحديات السابقة لم تقف مديرية الصحة مكتوفة الأيدي بل أجرت العديد من المشاورات والاجتماعات مع مدراء المشافي والمراكز الصحية والمنظمات السورية العاملة على الأرض وتوصلت إلى مخرجات أهمها: “إعادة رسم الخارطة الصحية ودمج بعض المنشآت لتخفيف المصاريف الإدارية، إعادة توزيع المنشآت حسب الاحتياج وتفعيل القطاع الخيري حسب المنطقة والوضع الاقتصادي لسكانها بالإضافة للعمل مع شركاء جدد لجذب الدعم خاصة دول الخليج العربي” حسب القراط.

اقرأ أيضاً: صناعة الوسائط المتعددة.. ست أدوات مجانية للذكاء الاصطناعي لا غنى عنها

كما يتم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية WHO “لرسم خارطة احتياج في كل منطقة من شمال غرب سوريا حسب التعداد السكاني وكم الاحتياج اللازم من الأسرة في المشافي وغيرها من الاحتياجات” حسب المحمد.

الصحة النفسية اهتمام

كما ناقش المؤتمر شعبة الصحة النفسية في مديرية الصحة كونها جزءاً أساسياً من الصحة العامة ولها تأثير كبيرعلى الأداء والإنتاجية في بيئة العمل وفي مناحي الحياة الأخرى.

في السنوات الأخيرة أصبح التركيز على الصحة النفسية في العمل ضرورياً نظراً لزيادة الضغوط النفسية والأعباء المهنية وكون المنطقة تعيش حالة من الصراع أثرت على جودة الحياة في كافة الأصعدة

 

التقت صحيفة حبر مع منسقة الصحة النفسية بمديرية صحة إدلب غصون حجازي وقالت موضحة كيفية العمل على الصحة النفسية في شمال غرب سوريا: “من خلال العمل على بناء منظومة متكاملة بدءا من العمل على محاربة الوصمة تجاه الاضطرابات النفسية من خلال منشورات مديرية صحة ادلب على صفحتها الرسمية على الفيسبوك وتوضيح ما هو الاضطراب النفسي أسبابه وأعراضه وكذلك ضرورة طلب المساعدة من الأشخاص المهنين والعاملين في قطاع الصحة النفسية من أطباء وأخصائيين”

 

وقام مكتب الصحة النفسية بإجراء دراسات إحصائية حول الظواهر النفسية خاصة الانتحار ومشاكل الإدمان “حيث عملنا بناء رابط لتتبع حالات الانتحار الذي يتمتع بمصداقية في الكشف عن عدد حالات الانتحار في المشافي والمراكز الصحية ” حسب الحجازي.

 

لم يسلم القطاع النفسي من التحديات والصعوبات والتي أشارت إليها الحجازي قائلة: “نعاني من قلة المتخصصين النفسيين والموارد الصحية النفسية بالإضافة للنزاع المستمر الذي يعيق وصول المرضى في بعض الأحيان”.

 

كما طرح المؤتمر مكتب شؤون ذوي الإعاقة والذي تم إنشاءه في نهاية 2023 وهو الجهة الرسمية الوحيدة في شمال غرب سوريا الذي يُعنى بشؤون ذوي الإعاقة من الناحية الصحية والطبية

وفي لقاء لصحيفة حبر مع حمدو موسى السلات رئيس مكتب شؤون ذوي الإعاقة قال مصرحاً عن أهم إنجازات المكتب: ” الإنجازات كبيرة ولا يسعنا الوقت لكن أهمها من وجهة نظري هو تأسيس قاعدة بيانات والإحصاء الشامل لكافة ذوي الإعاقة” مما يسهل عمل أي مشروع يستهدفهم.

 

الانتخابات قفزة ديمقراطية

أما فيما يخص انتخاب أعضاء مجلس الأمناء في مديرية الصحة قال الدكتور أحمد جرك طبيب جراحة عامة رئيس لجنة الانتخابات لصحيفة حبر: “بدايةً مجلس الأمناء هو من يعين مدير الصحة ويعزله” لذا من الضروري تعيين المجلس بدقة وموضوعية.

وتابع مبيناً أهداف المجلس: ” إن تمثيل الكوادر العاملة في المنشآت الصحية لانتخاب ممثليهم وإشراك هذه الكوادر في الاختيار ما هو إلا عمل ديمقراطي يهدف إلى تصويب العمل الصحي ووضع خطة لعمل صحة لسنتين قادمتين” حسب الجرك.

هذا وقد عقدت مديرية صحة إدلب مؤتمراً سابقاً بتاريخ 30 أيلول 2024 حيث تم انتخاب مجلس أمناء جديد مكون من أحد عشر عضو وقد بلغ عدد أعضاء المؤتمر 157 عضوا منهم 112 ممثلون عن المشافي العامة و29 ممثلون عن المراكز الصحية، و11عضواً الأمناء السابقون، ومدير الصحة ونوابه، وقد بلغ عدد المنشآت الصحية التي مُثلت في المؤتمر 141 مشفى ومركز صحي.

يُذكر بأن المؤتمر العام الأول لمديرية صحة إدلب عُقد عام 2015 بعد تحرير مدينة إدلب والمؤتمر الثاني عام 2017 والمؤتمر الثالث في عام 2020.

 

إدلبصحيفة حبرمديرية الصحة في إدلب