أطلقت “مديرية صحة إدلب” حملة جديدة تحت شعار أنقذوا الأرواح بهدف تسليط الضوء على الأزمة الصحية المتفاقمة في شمال غربي سوريا، نتيجة لتوقف الدعم عن العديد من المنشآت الصحية.
وفي بيان صادر عن المديرية، حذرت من “كارثة إنسانية ستحل في المنطقة” بسبب الانخفاض الكبير في المنح الدولية المخصصة لتمويل القطاع الصحي.
وأشار البيان إلى أن نسبة التخفيض تتراوح بين 30% إلى 60%، مما يزيد من الضغط على المرافق الصحية في ظل تزايد أعداد السكان.
وقامت صحيفة حبر بإجراء لقاء مع الدكتور زهير القراط، مدير الصحة في إدلب، حول التحديات التي تواجهها المنشآت الطبية في المحافظة بعد انقطاع الدعم الدولي.
الوضع الحالي والتأثير على الخدمات الطبية
أوضح الدكتور القراط أن القطاع الطبي في إدلب يمر بأزمة خانقة جراء توقف التمويل، مما يؤثر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الطبية الأساسية للسكان.
وقال: “إن نقص التمويل يجعل من الصعب توفير الرعاية الطبية الأساسية، مما يعرض حياة الكثيرين للخطر، خاصة في الحالات الطارئة.”
التحديات الرئيسية
تواجه المرافق الصحية في إدلب عدة تحديات في ظل هذه الظروف، أبرزها نقص الأدوية والمعدات الطبية، وصعوبة الحفاظ على الكوادر الطبية المؤهلة بسبب عدم القدرة على دفع الرواتب.
وأضاف الدكتور القراط: “نحاول بكل السبل المتاحة التعامل مع الحالات الطارئة، ولكن نقص الموارد يضعنا في موقف صعب للغاية.”
الفئات الأكثر تضرراً
أشار الدكتور القراط إلى أن الأطفال والنساء وكبار السن هم الفئات الأكثر تضرراً من توقف الدعم الطبي. “هؤلاء هم من يعانون أكثر بسبب ضعف المناعة والحاجة المستمرة للرعاية الصحية.”
الجهود المحلية والدولية
رغم الصعوبات، تبذل مديرية الصحة في إدلب جهوداً حثيثة لتعويض النقص في التمويل. وقد تم عقد اجتماعات مع كافة أصحاب المصلحة والمنظمات ومدراء المشافي للتشاور حول إيجاد حلول للأزمة.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وأوضح القراط: “نعمل على الحشد والمناصرة الإعلامية لتوعية المانحين الدوليين بأهمية استمرار الدعم، بالإضافة إلى تفعيل القطاع الخيري ودمج بعض المنشآت لتحقيق الكفاءة.”
الرسالة للمجتمع الدولي
وجه الدكتور القراط رسالة قوية للمنظمات الدولية والإنسانية، قائلاً: “نحن ندرك حجم الكوارث العالمية، لكن الوضع في شمال غرب سوريا يستدعي اهتماماً خاصاً.
وأشار إلى المنطقة تواجه تزايداً سكانياً كبيراً، وأكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، مع وجود أكثر من مليونين في المخيمات. نحتاج إلى جهود دولية كبيرة لتغطية الخدمات الأساسية ودعم الجهود الإنسانية لتطوير المنطقة.”
الخطوات المستقبلية
في الختام، شدد الدكتور القراط على ضرورة الاستمرار في الضغط على المجتمع الدولي لتوفير الدعم اللازم، وأكد على أهمية التعاون بين كافة الأطراف المحلية والدولية لتحسين الوضع الصحي في إدلب. “لا بد من العمل المشترك لإنقاذ الأرواح وتحقيق الاستقرار الصحي في المنطقة.”
وبعد إطلاق حملة أنقذوا الأرواح دعت مديرية صحة إدلب المجتمع الدولي والمانحين الدوليين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه أكثر من خمسة ملايين مدني يعيشون في المنطقة.
وشددت على ضرورة العمل على عدم حرمانهم من الخدمات الطبية المجانية المنقذة للحياة. وأكدت المديرية على أن الأزمة الإنسانية المستمرة منذ 13 عامًا تتطلب دعمًا دوليًا مستدامًا لتجنب تفاقم الوضع الإنساني.
وأوضح البيان أن عدد المنشآت الصحية التي سيتوقف عنها الدعم حتى نهاية الشهر الحالي سيصل إلى 112 منشأة، تقدم خدماتها لحوالي 1.5 مليون نسمة.
ومع حلول نهاية العام، سيرتفع هذا الرقم إلى 136 منشأة، من بينها 42 مركزًا يقدم خدمات الصحة الإنجابية، مما يفاقم الأزمة الصحية في المنطقة.