في الأول من يناير 2013، تأسس مركز ترمانين للعلاج الفيزيائي كأحد المشاريع البارزة التي أطلقتها الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS). جاءت فكرة إنشاء هذا المركز في ظل الأوضاع الصعبة التي كانت تمر بها منطقة ترمانين والمناطق المحيطة بها نتيجة النزاع المستمر، حيث كانت الاحتياجات الصحية هائلة ومُلِحّة.
ويوضح علاء طقش، مدير المركز، أن الدافع الرئيسي وراء تأسيس هذا المركز هو توفير خدمات طبية وتأهيلية شاملة للسكان المحليين والنازحين، خاصة أولئك الذين يعانون من إصابات أو إعاقات نتيجة للحرب. وأضاف طقش: “كان هدفنا منذ البداية أن نقدم رعاية طبية متكاملة للأفراد الذين تضرروا من النزاع، وذلك في ظل غياب البدائل الكافية.”
الخدمات العلاجية الأساسية التي يقدمها المركز
يعد مركز ترمانين للعلاج الفيزيائي من أهم المراكز الطبية التي تقدم خدمات تأهيلية متنوعة في المنطقة. تشمل هذه الخدمات العلاج الفيزيائي، والذي يركز على تأهيل الأذيات العصبية، سواء كانت محيطية أو مركزية، وكذلك تأهيل أمراض الأطفال، حالات البتر، الشلل الحركي، وأمراض العمود الفقري.
كما يتضمن المركز قسمًا خاصًا بتأهيل النطق، حيث يتم علاج تأخر النطق وحالات الضمور الدماغي، بالإضافة إلى التعامل مع مشاكل السمع. وأشار طقش إلى أن “المركز يحرص على تقديم خدمات متكاملة تشمل الدعم النفسي للمرضى، مما يساعدهم على التأقلم مع الظروف الصعبة التي يعيشونها.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
إضافة إلى ذلك، يتوفر في المركز قسم لتعويضات الوجه والعين، حيث يتم تصنيع وتركيب تعويضات الوجه والأجهزة الفكية، وكذلك العيون الصناعية التجميلية. كما يقدم المركز الأدوات الحركية المساعدة للمرضى وتدريبهم على استخدامها بشكل صحيح. ومن ضمن الخدمات المتميزة التي يقدمها المركز، توفير جبائر تقويمية، تصحيحية، وقائية، مساعدة، وداعمة حسب حاجة المرضى، بالإضافة إلى خدمة نقل المرضى إلى المركز لإجراء جلسات العلاج. يضم المركز أيضًا فريقًا لتقديم خدمات التلقيح الضرورية للسكان المحليين، وموظفًا للصحة المجتمعية يساهم في توعية المجتمع المحلي وتقديم التثقيف الصحي.
التحديات التي يواجهها المركز
على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها مركز ترمانين للعلاج الفيزيائي، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة نتيجة النزاع المستمر. وأوضح طقش أن “أبرز التحديات التي نواجهها تتعلق بنقص التمويل والموارد، حيث يتزايد عدد الحالات التي تحتاج إلى رعاية وتأهيل بشكل مستمر، مما يضع ضغطًا إضافيًا على المركز.”
كما أن الظروف الأمنية الصعبة في بعض المناطق، وصعوبة الوصول إلى المخيمات والمناطق النائية، تشكل تحديًا كبيرًا أمام المركز في تقديم خدماته لكافة المحتاجين.
أثر المركز على صحة المجتمع المحلي
على الرغم من التحديات، يساهم مركز ترمانين للعلاج الفيزيائي بشكل كبير في تحسين صحة المجتمع المحلي في منطقة ترمانين والمناطق المحيطة بها.
ويقدم المركز خدمات تأهيلية شاملة تساعد المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية بعد الإصابات أو الأذيات التي تعرضوا لها. إضافة إلى ذلك، يقدم المركز دعمًا نفسيًا مهمًا للمرضى، خاصة الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية نتيجة النزاع. يؤكد طقش أن “المركز حقق العديد من قصص النجاح التي ساهمت في تحسين حياة المرضى، وهذا يعكس أهمية الدور الذي يلعبه المركز في تعزيز الصحة المجتمعية.”
خطط التوسع المستقبلية
لن يتوقف المركز عند تقديم الخدمات الحالية فقط، بل يسعى أيضًا للتوسع وتطوير خدماته في المستقبل. من بين الخطط المستقبلية، يخطط المركز لإنشاء قسم خاص بتصنيع الأطراف الصناعية والجبائر التقويمية، لتلبية احتياجات المرضى الذين يعانون من حالات بتر أو تشوهات جسدية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتزم المركز إنشاء قسم خاص بالتربية الخاصة لمعالجة اضطرابات طيف التوحد، الاضطرابات السلوكية مثل نقص الانتباه وفرط النشاط الحركي (ADHD)، والإعاقة الذهنية.
ويضيف طقش أن المركز يخطط أيضًا لإضافة قسم أشعة لتوفير خدمات تصوير لجميع الحالات التي تخضع للعلاج الفيزيائي، خاصة مرضى الديسك، مما سيقلل من الحاجة للإحالات المكلفة إلى مراكز خارجية.
وهذا التوسع سيمكن المركز من تقديم رعاية أفضل وشاملة للمرضى، ويساهم في تعزيز دور المركز كمحور أساسي لدعم الصحة المجتمعية في شمال سوريا.