مسؤول إسرائيلي يلتقي بقيادات درزية سورية ويعدهم بتصاريح عمل

نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصدر مطلع أن اللواء غسان عليان، منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، التقى مع قيادات درزية من جنوب سوريا عقب تصريحات مثيرة للجدل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. جاءت هذه الخطوة في إطار مساعٍ لتعزيز العلاقات مع المجتمع الدرزي في منطقة تشهد توترات متصاعدة.

وعود بتصاريح عمل لتعزيز التواصل عبر الحدود

كشف المصدر أن المسؤول الإسرائيلي قدم مقترحًا بمنح سكان القرى الدرزية في جنوب سوريا تصاريح عمل تسمح لهم بالدخول إلى إسرائيل للعمل صباحًا والعودة إلى منازلهم مساءً. وتعد هذه الخطوة سابقة من نوعها، إذ لم يسبق لإسرائيل أن قدمت تسهيلات كهذه لسكان من جنوب سوريا، مما يعكس رغبة إسرائيلية في توثيق العلاقات مع الطائفة الدرزية في المنطقة.

يأتي هذا المقترح في ظل تصريحات نتنياهو التي أكد فيها على “عدم التسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”، مما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية بالمنطقة.

رفض مساعدات إسرائيلية في وقت سابق

تأتي هذه المبادرة بعد رفض قرى درزية في جنوب سوريا مساعدات إنسانية عرضها الجيش الإسرائيلي سابقًا، ما يثير تساؤلات حول مدى تجاوب المجتمع المحلي مع هذه العروض الجديدة. فقد اعتبر السكان المحليون تلك المساعدات محاولة للتأثير السياسي، ورفضوها بشكل قاطع.

غموض حول الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية

أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن الاستراتيجية الإسرائيلية للدفاع عن الحدود الجنوبية لا تزال غير واضحة. يأتي هذا الغموض في ظل التصريحات الأخيرة لنتنياهو والتلميحات بتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة، بحجة حماية الطائفة الدرزية من أي تهديدات محتملة.

اقرأ أيضاً: تجمع “أحرار جبل العرب” يرفض التدخل الخارجي ويؤكد تمسك السويداء بالهوية السورية

ويرى مراقبون أن إسرائيل تستغل الملف الدرزي لتحقيق أهداف استراتيجية في الجنوب السوري، بما في ذلك فرض واقع ميداني جديد يخدم مصالحها الأمنية والعسكرية.

لقاء قيادات درزية مع القيادة السورية يؤكد رفض التدخلات الخارجية

في سياق متصل، كشف موقع “السويداء 24” عن لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع وفد من محافظة السويداء، تركز على الأوضاع الأمنية والمعيشية، ومناقشة التصريحات الإسرائيلية الأخيرة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

أكدت القيادات الدرزية خلال اللقاء تمسكهم بوحدة الأراضي السورية ورفضهم لأي تدخلات خارجية، بما في ذلك العروض الإسرائيلية الأخيرة. وأوضحوا أن أبناء السويداء تحملوا ظروفًا قاسية لعقود، ولا يحتاجون لأي وصاية خارجية، مؤكدين على بوصلة السويداء التي تتجه نحو دمشق.

تعقيدات إقليمية ودولية تزيد من حساسية الموقف

يكتسب هذا الملف أبعادًا إقليمية ودولية معقدة، حيث تُراقب الأردن وإسرائيل التطورات عن كثب، نظرًا لأهمية موقع السويداء الجغرافي المحاذي للحدود الأردنية. وتخشى عمّان من أن تسهم الأطماع الإسرائيلية في المنطقة في زعزعة استقرار الحدود، ما قد يفتح الباب أمام تدخلات خارجية تعقد المشهد السياسي والعسكري في الجنوب السوري.

اسرائيلالسويداءالطائفة الدرزيةاللواء غسان علياندمشقسوريا