أبدى القائد العام لميليشيا (قسد)، مظلوم عبدي، انفتاحه للحوار مع ما أسماها “الأطراف الوطنية” في إدلب، شمال غربي سوريا، حيث تسيطر “هيئة تحرير الشام” عليها.
وجاء ذلك خلال اجتماع مع فصيلي “جيش الثوار” و”لواء الشمال الديمقراطي”، اللذين كانا غائبين عن الواجهة الإعلامية لفترة طويلة.
تصريحات عبدي حول الحل السياسي
في تصريح نشرته “قسد” عبر موقعها الرسمي، قال عبدي: “إن الحل السياسي السوري الشامل يتحقق عبر الحوار والتفاهم بين القوى الوطنية والديمقراطية، وهو الأساس لحل القضايا المستمرة في سوريا”.
كما أشار إلى استعداده للحوار مع جميع الأطراف الوطنية في إدلب وجميع القوى السورية المخلصة لوحدة التراب السوري.
الخلفية السياسية
على الرغم من أن طرح الحوار مع إدلب يعد جديدًا من حيث المضمون، إلا أنه تكرر بشكل ملحوظ منذ بداية العام الحالي. عبدي سبق وأن أعرب عن استعداده للحوار مع مجموعة من الأطراف المتناقضة، بما في ذلك تركيا والنظام السوري، مما يعكس محاولاته لتوسيع دائرة الاتصالات في سياق معقد من السياسة السورية.
العلاقة بين قسد وهيئة تحرير الشام
تتباين سيطرة “تحرير الشام” و”قسد” في سوريا؛ حيث تسيطر “تحرير الشام” على إدلب وأجزاء من حماة وحلب واللاذقية، بينما تسيطر “قسد” على شمال شرقي سوريا. ووفقًا لتصريحات سابقة لقائد “تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، فإن مشروع “قسد” لن يستمر في المنطقة الشرقية، مشيرًا إلى أن السيطرة على المناطق ذات الأغلبية العربية تتطلب نموذجًا مختلفًا.
ضغوطات التقارب التركي
مع تسارع مسار التقارب بين تركيا والنظام السوري منذ منتصف العام الماضي، بدأت “قسد” في طرح مبادرات لتعزيز العلاقات مع مختلف الأطراف. يرى الباحث أسامة شيخ علي أن التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه “قسد” دفعتها للبحث عن تحالفات جديدة، بما في ذلك مع فصائل معارضة سابقة.
دعوات للحوار مع جميع الأطراف
ومنذ بداية مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، أبدت “الإدارة الذاتية” استعدادها للحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك النظام وتركيا. ورغم ذلك، تظل العلاقات بين “قسد” والعديد من الأطراف معقدة، مما يجعل قدرتها على الانخراط في حوار فعّال تحديًا مستمرًا.