تزداد معاناة أهالي مخيم كفرلوسين في تأمين المياه التي ارتفعت أسعارها في الفترة الأخيرة بعد ارتفاع أسعار المحروقات، ويعاني الأهالي من تلك المياه التي إذا توفرت كانت في أغلب الأحيان غير قابلة للشرب بسبب غياب الرقابة عن نظافتها.
صحيفة (حبر) سلطت الضوء على هذه القضية، وحاولنا معرفة آراء بعض الأهالي عن هذه المشكلة.
مدير المخيم (أنس سعدو) يقول: “دعم المياه من المنظمات المعنية يكون بشكل متقطع ويغيب لفترات طويلة، مما يدفع الأهالي لشراء مياه الشرب من أموالهم الخاصة مع حالتهم المادية المتردية، حيث إن بعضهم لا يستطيع الاستمرار في دفع ثمن المياه كل مرة
بسبب سوء الأوضاع المعيشية من جهة، وارتفاع درجات الحرارة من جهة أخرى في فصل الصيف.”
وأضاف (أنس سعدو) مبينًا سبب عدم تأمين المياه: “كلنا نعلم مدى أهمية توافر المياه في حياة كل شخص، وخاصة سكان المخيمات؛ لأنهم الأكثر عرضة للأمراض بسبب الطبيعة العشوائية لبعض المخيمات الموجودة في الشمال السوري، نحن عاجزون عن تأمين المياه للمخيمات بسبب عدم توافر الدعم وارتفاع أسعار المياه، حيث بلغ سعر البرميل الواحد 5 ليرات تركية.”
وقال (محمد العلي) البالغ من العمر 60 عامًا وهو يقطن مع عائلته في المخيم: “مشكلة المياه أصبحت خطرًا كبيرًا عليهم، كونها تؤدي إلى قلة النظافة وقلة اهتمام الباعة بهذه المشكلة، والمياه الموجودة تعد مجهولة المصدر وخطرًا على الصحة العامة، وتتسبب بانتشار الأوبئة والأمراض، خاصة أن الحشرات ستنتشر في حال جفاف خزانات المياه في المخيمات، وتؤدي للكثير من الأمراض التي أصابت ابني الصغير مؤخرًا بالتهاب الأمعاء.”
وأضافت السيدة (خديجة رشيد) أنها تستهلك باليوم ثلاثة براميل لتسد حاجاتها الأساسية بما يعادل ثمن 15 ليرة تركية، ولها تأثير مباشر على النساء نتيجة استخدامهنَّ للمياه أكثر من الرجال لعدة اعتبارات، متسائلة عن تأمين مصاريف المياه، أو تأمينها للمخيمات لكي تخفف العبء المادي على الأهالي الذين يعيشون حالة مادية صعبة.
ويزداد الطلب على المياه في فصل الصيف عند ارتفاع درجات الحرارة، وسألنا بعض السكان عن كيفية تأمين المياه.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
(عبد الله شيخوني) أشار إلى كثرة استغلال الباعة للسكان برفع أسعار المياه واحتكارها، وانعدام الإنسانية والضمير لديهم، وقال: “الحياة صعبة بهذه الطريقة، وكميات المياه التي نشتريها بالكاد تكفي للاستخدام اليومي، للغسل والاستحمام والشرب، ونراقب ما لدينا من مياه على الدوام، لكن انقطاعها المفاجئ مشكلة، وانتظار وصول الصهريج هو معاناة بحد ذاتها، وانقطاع المياه كارثة، لعدم وجود بديل للصهريج، كبئر قريب أو مصدر مياه للنظافة، أما مياه الشرب، فيمكن شراءها، لكنها مرتفعة الثمن”.
من حق جميع الناس أن يحصلوا بشكل آمن وعادل على مياه الشرب والطبخ والاستخدامات الصحية الشخصية والمنزلية، وتعدُّ مناطق شمال سورية ذات درجات حرارة عالية، حيث سجلت 42 درجة مئوية في مرات عدة منذ دخول فصل الصيف حتى الآن، ويرجح ارتفاع درجات الحرارة في الأيام القادمة، أي ما يعني ازدياد أزمة المياه في المخيمات وسط صمت وغياب شبه تام من المنظمات.