بشار الفارس
بعد صدور قرار الأمم المتحدة بتمديد عمل آلية وصل المساعدات الإنسانية الشمال السوري لمدة عام عبر معبر باب الهوى مايزال سكان مخيمات سلقين يعانون من قلة الدعم المقدَّم لهم، حيث يحتوي ريف سلقين الكثير من المخيمات العشوائية والمنظمة، إلا أنها تواجه العديد من المشاكل نتيجة نقص وشح دعم المنظمات لهذه المخيمات، بل هناك مخيمات انقطع الدعم عنها بشكل كامل.
مخيم (صامدون) أحد المخيمات التي تعاني من انقطاع الدعم عنها، صحيفة حبر التقت مع (عبد القادر الإبراهيم) مدير المخيم الذي حدثنا عن الوضع بقوله: “يضم المخيم أكثر من 4000 نسمة من نازحي ريف حماة الغربي الشمالي وريف ادلب الجنوبي، ويفتقر المخيم إلى الكثير من الدعم والخدمات، والدعم منقطع عن المخيم بشكل كامل منذ قرابة ثلاث سنوات.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
ويضيف: “هناك حوائج أساسية تحتاجها العائلة لا تستطيع شراءها بسبب الفقر وقلة فرص العمل، ولا يوجد إقبال من المنظمات، وكل ثمانية أشهر يتم تأمين سلة غذائية لكل عائلة بالمخيم لا تتجاوز قيمتها 100 ليرة تركي.”
ويتابع: “انقطع دعم الخبز عن المخيم، والناس ليس لديها قدرة على شراء ربطة الخبز.”
قالب الثلج أم ربطة الخبز؟!
يتحدث محمد لحبر عن الحياة التي يعيشونها في المخيم في ظل ارتفاع درجات الحرارة فيقول: “الجو حار جدًا ونحن بخيم ونريد شراء قوالب الثلج حتى نشرب ماء باردًا، لكن لا نستطيع لأن يومية العامل 10 ليرات تركي وهي ثمن قالب الثلج، لكن شراء الخبز أولى بعد انقطاع دعم المنظمات عنا حتى مادة الخبز، وإن اشترينا قالب الثلج لا يصمد أكثر من أربع ساعات من شدة الحرارة في الخيمة.”
أما أم أحمد تقول: “في الساعة الواحدة ظهرًا تكون الخيمة كالنار، والجو شديد الحرارة حتى أرض الخيمة كالنار، دائمًا يراودني شراء الخبز، ثم أغير رأيي لأشتري قالب الثلج لأجل الماء البارد، ثم أتذكر أن الخبز أهم كونه قوتنا الأساسي، وهكذا في كل يوم نحتار بين الخبز وقالب الثلج.
اقرأ أيضاً: طفل سوري بعمر 8 سنوات يقتل صديقه بطلقة في الصدر!!
كنا نفضل شراء الخبز ونتناسى شراء الدواء، لكن حاليًا صرنا نفكر بين الخبز والثلج، زوجي إذا اشتغل يومًا يعطل مقابلها عشرة أيام، والأجور جدًا ضعيفة، طبعًا هذا ليس حالي فقط، إنما حال الأهالي بالمخيمات كلها هنا بسلقين.
وصرنا نأكل همَّ الصيف من الحرارة، وهمَّ الشتوية من المطر والبرد، أتمنى بالوقت الحالي عودة دعم الخبز لأن الوضع المعيشي صعب.”
مشكلات الخبز وقالب الثلج في الصيف وغيرها الكثير من المشاكل تواجه سكان المخيمات بشكل عام ومخيمات سلقين بشكل خاص نتيجة تغيب منظمات المجتمع المدني عنها، ووضع مأساوي يعيشه النازحون هناك، إضافة إلى اهتراء الخيام التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وهي من المشاكل المتكررة في كل عام مع بداية فصل جديد.
ويناشد النازحون في المخيمات المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري بإمدادهم بالمساعدات الغذائية والإغاثية، ودعم مادة الخبز، مشيرين إلى أنها المادة الأساسية التي لا يستطيعون تأمينها.