مناشدة لإنقاذ 12 ألف معلم سوري من خطر الفصل في تركيا

عبد الملك قرة محمد

ناشد معلمون سوريون في تركيا المجتمع الدولي ومنظمة اليونيسيف بضرورة عدم قطع الدعم عنهم بعد انتهاء مدة العقود.

ونشر المعلمون عريضة من أجل جمع أكبر عدد من التوقيعات من أجل الضغط على منظمة اليونيسيف وباقي المنظمات المهتمة بتعليم الطلاب السوريين في تركيا.

وقال المعلمون في مناشدتهم: “نحن المعلمين السوريين المتطوعين في تركيا والبالغ عددنا 12000 معلمًا، عملنا في المدارس التركية بصفة تربوي متطوع مدة ثماني سنوات، والآن ودون سابق إنذار تم إبلاغنا شفهيًا بفصلنا من عملنا وتركنا دون أبسط حقوقنا.”

وأضاف المعلمون: “نطالب القائمين على ملف التعليم في الاتحاد الأوربي بأن يعملوا على توفير دعم للجهات المسؤولة عنَّا في تركيا، وأن تكون هناك عقود عمل يشرف عليها الاتحاد الأوربي وتضمن حقوقنا وتوفر لنا كل الضمانات التي تليق بنا نحن المعلمين العاملين على بناء الإنسان والوطن.”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

وتابع المعلمون: “منذ عشر سنوات تركنا كل ما نملك في وطننا الجريح، وبدأنا حياةً جديدة في تركيا وأسسنا مدارس مؤقتة في الخيم وفي أقبية المنازل لاستمرار تعليم أبنائنا، فقامت منظمة اليونيسيف في عام ٢٠١٦ بتبني مشروع دمج الأطفال السوريين في المدارس التركية ودعم المعلمين السوريين المتطوعين.

اليوم وبعد خدمات تطوعية قرابة عشر سنوات في المدارس السورية المؤقتة، ثم في المدارس التركية الرسمية نواجه قرارًا من اليونيسيف بفصل جماعي لـ ١١٩١١ معلمًا ومعلمة، وكانت هذه الوظيفة مصدر الرزق الوحيد لنا نحن المعلمين، فلا نملك عملاً آخر أو مصدر دخل آخر على الرغم أن رواتبنا لم تكن بمعنى رواتب، إنما كانت عبارة عن حوافز حتى أنها لا تساوي الحد الأدنى للأجور في تركيا.

اقرأ أيضاً: عائلة في الحسكة توثق قتل ابنتها رميًا بالرصاص بداعي الشرف

نناشدكم ونناشد منظمات حقوق الإنسان وجميع الجهات الإعلامية الحرة وكل شريف حر أن يقفوا معنا في محنتنا للضغط على منظمة اليونيسيف ويوصلوا صوتنا للعالم أجمع حتى لا نفقد وظائفنا، حيث إننا نساند أبناءنا السوريين وعائلاتهم في مدارسهم لتسهيل تواصلهم مع المعلمين واندماجهم مع طلاب البلد المستضيف، إضافةً إلى أن هذه الوظيفة هي مصدر دخلنا الوحيد ولقمة عيش أطفالنا.”

سبب الفصل

قامت وزارة التربية التركية بإصدار قرار بفصل 12 ألف معلم سوري بشكل مفاجئ.

وتلقى المعلمون قرار فصلهم عبر رسالة جماعية أرسلتها لهم وزارة التربية التركية عبر تطبيق واتساب، وذلك بعد سنوات من الخدمة في المدارس التركية.

وأكدت الوزارة في الرسالة التي أرسلتها للمعلمين أن قرار الفصل اُتخذ بسبب انقطاع الدعم من اليونسيف.

توزيع المعلمين على مهن مختلفة

وقال مصدر خاص: إن وزارة التربية التركية أرسلت قبل شهر ونصف رابطًا إلى المعلمين والمعلمات للتسجيل على المهن التي يتقنونها تمهيدًا لقرار فصل المعلمين السوريين من المدارس الحكومية، ومحاولةً لإيجاد فرص عمل لهم، ولتجنب أي ردة فعل لهم.

وكانت إدارات المدارس قد أبلغت الكادر التعليمي قبل أيام بانقطاع دعم اليونسيف المخصص لهم حسب المصدر.

لا يوجد فصل إنما إنهاء عقد

وقال الأستاذ (أحمد جميل نبهان) المعني بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا لصحيفة حبر: “إن ما حصل اليوم في أكثر من ولاية تركية هو تبليغ المعلمين بانتهاء العقد وليس الفصل، ولن تتوضح الأمور إلا بعد انقضاء العطلة، وغالبًا سيتم الاحتفاظ بالخريجين من أصحاب اختصاصات التربية واللغة العربية والشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى اشتراط الحصول على شهادة لغة تركية B1.”

 

وأضاف نبهان: “أول رسالة وصلتني من مديري تؤكد عدم الفصل وانتقال الدعم والتبعية إلى الهلال الأحمر التركي بعد العطلة الصيفية.”

نص الرسالة:

Değerli Müdürlerim Bakanlık yetkilisinin bildirdiğine göre Suriyeli Gönüllü Eğiticilerin 2 temmuz sonrası gelmelerine gerek yok. Herhangi bir resmi yazı gelmeyecektir. Temmuz ortasında son teşvik ödemelerini ve temmuz sonunda da 2.000tl covid desteği olan son ödemelerini alacaklar. PTT kendilerine bir mesaj gönderecek tutarların 2 ay içerisinde çekilmesi gerekmektedir. Bunun dışında yazılı bir bilgilendirme yapılmayacak. Bundan sonra maaşlarını Kızılay üzerinden alacaklardır.

وختم نبهان بالقول: “أرجو إثارة هذا الموضوع عبر الإعلام العربي والتركي

وباللغات العربية والتركية والإنكليزية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالموضوع مصير جيل أمة حرم لغته العربية لغة القرآن، وحُرم من التدريس بها على أيدي معلمين سوريين قبل أن يكون مصير 12000 معلم سوري.”

الائتلاف الوطني يتحرك

وأكد الائتلاف الوطني أن مكتب (الاتحادات والنقابات) في الائتلاف بالتعاون مع مكتب الائتلاف في أنقرة مع وزارة التربية والتعليم التركية لبحث موضوع المعلمين السوريين المتطوعين، الذي أثير الحديث حوله مؤخرًا.

 

وحصل المكتب على معلومات من وزارة التربية والتعليم التركية تفيد بأن عقد المعلمين السوريين ينتهي بدءًا من شهر تموز الجاري.

وأضافت الوزارة أنها تعقد اجتماعات مع كل من (اليونسيف، والهلال الأحمر التركي)، وذلك لبحث ملف المعلمين السوريين المتطوعين.

وأكدت لمكتب الائتلاف أنه لا يمكن القول: إن وظيفة المعلمين قد انتهت تمامًا، لأن ذلك يتم دراسته ومناقشته مع الجهات المعنية والداعمة.

وختمت الوزارة بتوصيات عدم الاهتمام بأي خبر حول موضوع المعلمين السوريين إلا من مصادر رسمية، وأنها ستعلن عن كافة المعلومات حال ورودها.

وابتداءً من منتصف عام 2016، بدأت وزارة التعليم الوطني عملية إغلاق مراكز التعليم المؤقتة تدريجيًا، واتجهت لدمج الأطفال السوريين في المدارس الحكومية التركية (TPSs)”.

وبعد ذلك أُتبع برنامج (التعليم التطوعي) إلى المدارس الحكومية التركية، والمؤسسات التعليمية الأخرى في البلاد، بما في ذلك مراكز التعليم العام (PECs)، ومراكز البحوث الاستشارية (RAMs)، ومراكز التعليم المهني (VECs).

 

وقد كان برنامج التعليم التطوعي (SVEP) مكونًا حاسمًا في استجابة اليونيسف التعليمية الشاملة في تركيا، وقد أثبت أنه آلية دعم فعالة شجعت على الالتحاق واستدامة الاحتفاظ بأكثر من 768000 طفل سوري في التعليم الرسمي”.

أحمد جميل نبهانالنظام السوريتركياسورياصحيفة حبرعبد الملك قرة محمدفصل المعلمين السوريين في تركيامعلمون سوريون في تركيا