في تصعيد جديد لانتهاكاتها بحق الإعلاميين والنشطاء في مناطق سيطرتها، اعتقلت ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الناشط الإعلامي ثامر محمد الشحادة، وهو أحد أبناء بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن اعتقال “الشحادة” جاء عقب مداهمة منزله في البلدة، حيث قامت دورية تابعة لـ”قسد” باقتياده إلى جهة مجهولة، وسط مخاوف من تعرضه للتعذيب أو الاختفاء القسري، كما صادرت معداته الإعلامية وهاتفه المحمول، مما حرمه من أي تواصل مع ذويه.
الاعتقالات.. سياسة ممنهجة لنشر الخوف
تأتي هذه الحادثة في سياق حملة اعتقالات موسعة شنتها ميليشيا “قسد” في مناطق مختلفة من دير الزور خلال الأيام الماضية، وفق ما نقلته مصادر محلية، حيث طالت الاعتقالات العديد من المدنيين والنشطاء، وسط غياب أي إجراءات قانونية أو شفافية في التهم الموجهة إليهم.
اقرأ أيضاً: إدلب تكتب فصلاً جديدًا.. الإعمار وإعادة بناء الحياة
وتشير تقارير حقوقية إلى أن 85% من المعتقلين لدى “قسد” يواجهون خطر الاختفاء القسري، ما يثير مخاوف جدية بشأن مصير “الشحادة” وغيره من المعتقلين، خصوصاً مع تكرار حوادث التعذيب والانتهاكات داخل سجون “قسد”.
“عفو عام” مزيف.. غطاء لشرعنة الانتهاكات
تزامن هذا التصعيد مع إصدار “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قسد” عفواً عاماً عن الجرائم والجنح المرتكبة، إلا أن هذا العفو، وفق ناشطين، لا يشمل سوى المقربين من قيادات الميليشيا والمعتقلين تعسفياً دون تهم واضحة، بينما يستثني المعتقلين بتهم فضفاضة مثل “الإرهاب”، والتي يتم توجيهها بشكل ممنهج للمعارضين، ومن بينهم الإعلاميون المستقلون.
دعوات لوقف الانتهاكات والإفراج عن المعتقلين
دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى الكشف عن مصير المختفين قسرياً في سجون “قسد”، ووقف الاعتقالات التعسفية التي تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة وبث الرعب بين المدنيين. كما شددت على ضرورة تعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات التي باتت تتكرر بشكل منهجي.
إعلاميون في دائرة الاستهداف
يُعد اعتقال الإعلامي “ثامر الشحادة” امتداداً لسلسلة ممارسات قمعية ممنهجة ضد الصحفيين والنشطاء في شمال شرق سوريا، حيث تعتبر “قسد” الإعلام المستقل تهديداً لهيمنتها، مما يجعل الإعلاميين عرضة للاعتقال والملاحقة.