صوت نظام الأسد ضد “ميثاق المستقبل”، الذي أقرته غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، في خطوة تأتي بالتزامن مع معارضة روسيا للميثاق الذي اعتبرته غير كافٍ في خطط إصلاح المنظمة الأممية.
وخلال التصويت، عبر “قصي الضحاك”، مندوب دمشق الدائم لدى الأمم المتحدة، عن رفضه للميثاق، مشيراً إلى ضرورة تطوير أنظمة وآليات الأمم المتحدة بعيداً عن “المصالح الضيقة” لبعض الدول الغربية. وأضاف أن تحقيق أهداف “ميثاق المستقبل” يتطلب “تغييراً جذرياً” في كيفية عمل المنظمة.
ودعا الضحاك الدول الغربية إلى التخلي عن “عقلية الماضي” وأطماع الهيمنة، مشدداً على أهمية احترام خيارات الشعوب الوطنية المستقلة. كما تعهد بأن تنضم دمشق إلى الدول الأخرى في المطالبة بإصلاح المؤسسات المالية العالمية، لضمان مشاركة الدول النامية في صنع القرار الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: مظلوم عبدي يدعو للحوار مع الأطراف الوطنية في إدلب
يتضمن “ميثاق المستقبل” 56 إجراءً تتعلق بمجالات متعددة، مثل التعددية، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على السلام، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية ومجلس الأمن، إضافة إلى قضايا مثل مكافحة تغير المناخ وتطوير الذكاء الاصطناعي.
الميثاق يمثل التزام الدول بتعزيز النظام العالمي والقانون الدولي، ويعكس رؤية واضحة لمنظومة دولية تستطيع الوفاء بالتزاماتها وتكون أكثر تمثيلاً للعالم المعاصر، من خلال الاستفادة من خبرات الحكومات والمجتمع المدني.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دعا الدول الأعضاء إلى تطبيق الميثاق عبر إعطاء الأولوية للحوار والتفاوض، ووقف الحروب، وإصلاح مجلس الأمن، وتحديث النظام المالي العالمي.
في التصويت، حصل الطلب المقدم من الكونغو بشأن عدم التصويت على التعديلات الروسية على تأييد 143 دولة، بينما عارضه 7 دول وامتنعت 15 دولة عن التصويت. وقد اعتبرت روسيا أن المفاوضات حول الميثاق لم تكن كافية، مشددة على ضرورة البحث عن توافق عام قبل طرح النص للتصويت.
وأوضح المندوب الروسي أن المضي قدماً في التصويت على الميثاق بصيغته الحالية قد يدفع بلاده ودول أخرى، مثل نيكاراغوا وبيلاروسيا، إلى اقتراح تعديلات على النص، وهو ما حصل فعلاً بعد تأييد دول مثل فنزويلا لمطالب روسيا.
ويهدف “ميثاق المستقبل” إلى تحقيق تحول في الحوكمة العالمية من خلال اتخاذ إجراءات تدعم التنمية المستدامة، والسلام والأمن، والتكنولوجيا والتعاون الرقمي، بما يعزز من مشاركة الأجيال الجديدة في صنع مستقبل أفضل.