أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ملايين السوريين يعيشون أوضاعًا صعبة في مدينة إدلب الشمال السوري بسبب الفقر بعد أن هجرتهم آلة الحرب الروسية ونظام الأسد.
ورصدت الصحيفة خلال جولة لمراسليها في مناطق حكومة الإنقاذ امتدت لعدة أيام، أوضاعَ السوريين الذين يتوزعون على أكثر من 1300 مخيم في الأراضي الزراعية والترابية.
ومن حالفه الحظ التجأ ليعيش بوحدات سكنية مدمرة بلا نوافذ، بالإضافة إلى اكتظاظ ملعب كرة القدم في إدلب ب 150 عائلة لا مأوى لهم.
وعدَّت الصحيفة أن مدينة إدلب أصبحت الملاذ الآمن للسوريين المحاصرين بين جدار عازل يمنعهم من العبور إلى تركيا، ونظام الأسد الذي يمكن أن يهاجم المنطقة بأي لحظة.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
ما هو مصير المدنيين في مخيمات إدلب؟
وعن مصير سكان المنطقة أجاب (مارك كاتس) نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية بسورية: “لا يمكنهم الاستمرار في العيش إلى الأبد في الحقول الموحلة تحت أشجار الزيتون على جانب الطريق.
وأيضًا لا يستطيعون العودة إلى مناطق دخلتها قوات الأسد وروسيا خوفًا من الاعتقال والتعذيب والقتل، حيث يعدُّهم رأس النظام بشار الأسد لا يتناسبون مع مفهومه للنصر.”
وأضاف (كاتس) :” وبهذا لن يعود إلا القليل ممن نزحوا، وسيبقى الملايين غيرهم عالقين لسنوات في المخيمات ووحدات الإيواء بحال عدم إيجاد حل دائم يضمن عودتهم بأمان.”
مخاطر أخرى تواجه النازحين:
بعد التدخل الأخير لنظام الأسد وحلفائه العام الماضي، وهروب ملايين السكان نحو الشمال السوري المحاذي للحدود التركية، أصبحت المدن والمخيمات مكتظة ومكان لانتشار الأمراض والأوبئة خاصة فيروس كورونا ، الأمر الذي زاد الضغط أضعافًا على المنظمات الإنسانية التي تواجه خطر إيقاف عملها ونشاطها إذا نجحت روسيا حليف الأسد بإغلاق المعابر الحدودية وترك معبر وحيد لوصول المساعدات الإنسانية، خاصة أن منطقة إدلب وريف حلب تسيطر عليها هيئة تحرير الشام التي تتذرع بها موسكو كحجة لمهاجمة المنطقة، على الرغم من تغيير شكل الحركة وابتعادها عن تنظيم القاعدة.
اقرأ أيضاً: ماذا طلب ميشيال عون في اتصاله من بشار الأسد
حكومة غير مرغوبة:
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى بوجود حكومة الإنقاذ التي تحوي 10 وزارات و 5000 آلاف موظف في كوادرها، لكنها غير معترف بها دوليًا، ولا تزال محط انتقاد كونها جهة مدنية تمثل هيئة تحرير الشام التي تعدُّها تركيا والولايات المتحدة منظمة إرهابية، بحسب التقرير.
الجدير بالذكر أن مراسل نيويورك تايمز التقى خلال فترة وجوده في إدلب بكوادر الحكومة وأيضًا القادة العسكريين، ونشر صورًا حتى من خطوط الدفاع ورباط المقاتلين المتقدمة على جبهات إدلب وريف حلب، الأمر الذي يعكس مدى مرونة الهيئة مؤخرًا وترويج نفسها كقوة جاهزة لردع النظام، وقادرة على إدارة المنطقة، وجاهزة للتعامل مع القوى الدولية بحسب مراقبين.