شهدت منطقة شمال غربي سوريا هدوءًا حذرًا بعد يوم من التوترات العنيفة في ريفي إدلب وحلب، وسط ترقب لمآلات الأحداث وردود الأفعال المحتملة من جميع الأطراف.
توقف المواجهات واستمرار التوترات في عفرين
توقفت المواجهات التي اندلعت بين المحتجين والقوات التركية في ريفي إدلب وحلب مساء الاثنين، باستثناء مدينة عفرين التي استمرت فيها الاشتباكات حتى منتصف الليل قبل أن تهدأ بعد تدخل فصائل من الجيش الوطني السوري لضبط الوضع.
بداية التوترات والاحتجاجات
بدأت التوترات بعد تكسير محتجين لشاحنات تركية في مدينة الباب شرقي حلب، ردًا على الاعتداءات العنصرية التي تعرض لها لاجئون سوريون في ولاية قيصري وسط تركيا. وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى مدن وبلدات ريف حلب، أبرزها مدينة اعزاز التي شهدت مظاهرة حاشدة قرب معبر باب السلامة، ومدينة جرابلس شمال شرقي حلب حيث اقتحم المتظاهرون المعبر الحدودي مع تركيا.
عفرين تشهد أعنف الاشتباكات
في مدينة عفرين، تحولت الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات مع الجيش التركي، بعد إطلاق النار على العناصر والآليات الموجودة قرب مبنى السرايا، ما أدى إلى وقوع جرحى وتطور الأمر إلى اشتباكات أسفرت عن قتلى وعشرات الجرحى.
اقرأ أيضاً: بعد انتقادها قطر..ألمانيا تنظم نسخة سيئة من اليورو
انقطاع الاتصالات وصعوبة توثيق الضحايا
مع تصاعد الأوضاع، انقطعت الاتصالات في عموم مناطق الشمال السوري، مما حال دون التأكد من الحصيلة الدقيقة للضحايا. وثق ناشطون أسماء أربعة قتلى جميعهم من مهجري الغوطة الشرقية ونحو 40 جريحًا.
امتداد الاحتجاجات إلى إدلب
امتدت الاحتجاجات من أرياف حلب إلى محافظة إدلب، حيث تجمّع مئات المتظاهرين على طريق معبر باب الهوى قرب مدينة سرمدا، لكن عناصر من جهاز الأمن العام التابع لـ”هيئة تحرير الشام” منعوهم من دخول المعبر. كما تجمع المئات عند النقاط التركية في بلدات الأتارب وتقاد والتوامة وأبين سمعان في ريف حلب الغربي، وخرجت مظاهرات في مدينة إدلب وبلدة الدانا بالريف الشمالي، احتجاجًا على الممارسات العنصرية ضد اللاجئين السوريين.
مساعٍ للتهدئة ومنع التصعيد
أفادت مصادر محلية بأن ضباطًا أتراكًا عقدوا اجتماعًا مع قيادات في الجيش الوطني السوري شمالي حلب بهدف تهدئة التوترات وتجنب التصعيد. دعت الشرطة العسكرية في عفرين المتظاهرين إلى عدم تحويل مراسم تشييع القتلى إلى تصرفات استفزازية، وعدم السماح بوجود عناصر مسلحة ضمن مراسم الدفن.
إغلاق المعابر الحدودية وتداعيات على اللاجئين
تم إغلاق جميع المعابر الحدودية مع تركيا، بما في ذلك معبر باب الهوى شمالي إدلب، ومعبري الغزاوية ودير البلوط. كما استمرت انقطاعات الاتصالات في ريف حلب. انعكست التوترات في الشمال السوري على اللاجئين السوريين في ولايات الجنوب التركي، حيث تعرضوا لهجمات في غازي عنتاب ونيزب والريحانية وأضنة وغيرها، كرد فعل على الأحداث في ريفي إدلب وحلب.