هل تعتقد أنه من السهل أن تكون امرأة؟
أن تبقى تردد في صدرك دعوني وشأني في كل لحظة وكأنها تعويذة؟
إن كنت تعتقد ذلك دعنا نصحبك في جولة قصيرة ..
أن تكون امرأة عاملة ذلك يعني أن تستيقظ قبل الجميع لإعداد الفطور لأولادك وتجهيزهم على أكمل وجه وتضع رسائل المقاومة لشتى التحديات مع كل وجبة ومن ثمة إيصالهم إلى مدارسهم لتنطلق بعدها نحو رحلة إنجاز مهني جديدة …
أن تكون امرأة ذلك يعني أن تبذل قصارى جهدك في كل دقيقة لتثبت للآخرين بأنك إنسان كامل الأهلية وتستحق أن تمضي حياتك كأي كائن آخر ..
هل تظن أن ذلك أمراً بديهياً ومفروغاً منه ؟؟
لا عزيزي على الإطلاق
أن تبقى متأهباً لكل ردة فعل غير متوقعة لا من حيث الزمان ولا المكان على كل خطوة تخطوها في طريقك الوعر ..
إن لازمت منزلك…اتهمت بالجهل والتخلف والتفاهة وعدم مواكبة الحداثة ومن حق زوجك أن يبحث عن أخرى لكسر الملل والرتابة اللذان تسببت بهما جراء ابتعادك عن العالم الخارجي الكبير..
إن قررت الخروج ومواجهة ذلك العالم…اتهمت بالتخلي عن مسؤولياتك ووصمت بالتمرد وخرق النسق لدورك الاجتماعي الفطري..!!
إن فكرت وعزمت أن تعمل بمهنة لساعات محددة وتقضي باقي تلك الساعات ضمن جدران منزلك ستتهم بالتقصير في كلا الجانبين…فأنت لست سوبر ومن
لن تهرب مهما حاولت من دعاوي التشكيك بقدرتك حتى تصاب بفصام اجتماعي ينسيك من تكون …!!
أن تكون امرأة ..يعني ذلك أن تحارب على جميع الجبهات دفاعا عن حقك بخوض تجاربك كإنسان يخطأ ويصيب ..
أن تكون امرأة…يعني ذلك أن تقف على قدم واحدة طيلة عمرك..وكأنك معاقب على أفعال لم تخترها …
مثال..امرأة لم تتزوج، بالتأكيد لديك عقدة ما وتكرهين الرجال..!!؟، هل تعتقدين بأنك جميلة كفاية لدرجة الارتباط بآخر ؟؟!
تابعونا على صفحتنا الجديدة في فيسبوك من خلال الرابط هنـــــــــــــــــــــــا
أما عن امرأة تزوجت ولم تنجب..لست أنثى كاملة وإلا لكان لديك من الأولاد اثنا عشر، هل أنت ضد الانجاب..آه ..توقعنا ذلك فأنت امرأة مشغولة بعملها وإرضاء مدرائها…!!
تزوجت وأنجبت..يا إلهي لقد أصبحت بدينة وعصبية، من المتوقع أن يخجل زوجك بك، ويبحث عن امرأة أخرى – بلا كرش – لا تتفاجئي ولا تجبريه على البقاء بقربك من حقه أن يعيش رجولته..؟؟!
تزوجتِ و تطلقتِ.. بالتأكيد تغيرتِ مع الأيام وأنت من تتحملين مسؤوليتك الكاملة أمام نتائج أعمالك، أن تكون امرأة، يعني أن تعيش صراع لحظي ضد الزمن، وليس عليك الاستسلام أمام تجاعيد وجهك، وأمام انتشار الشعر الأبيض على مفرق رأسك …عليكِ أن تفعلي المستحيل لإخفائها.
أن تقول” تعبت ” هي من المحرمات وعليك مواصلة السير على الزجاج المكسر مدمي القدمين فإن لم تفعل ذلك هذا معناه أنك فقدت إكسير الشباب الدائم.
أن تكون امرأة يعني أن تبقى قيمك ومعتقداتك دائما محل اختبار، فمن تظن نفسها تلك التي تطالب بتغيير القوانين المجحفة بحقها وحق سواها من بني البشر.
أن تكون امرأة، يعني أن جميع الحريات مقيدة أمامك ومرهونة بموافقة ” ذكر ” شاءت الأقدار أن يكون قريباً لك قرابة دم أو قرابة بيئة.
أن تكون امرأة، يعني أن يتم تشبيهك تارة ب ” التفاحة ” و تارة ب ” الجوهرة ” وأخرى ب ” الحلوى “وما ذاك إلا لأن قيمتك تأتي من ما يهبك إياه الذكر ” الآخر ” من ثمن وفق مشتهاه ونظرته المادية لك.
أن تكون امرأة، هو أن تحمل لواء ” شرف ” البشرية قاطبة وبالذات شرف العائلة وتبقى مرهونا لذلك اللواء وكأنه لعنة أخناتون.
أن تكون امرأة ..
يعني ذلك أن تضربي متى شاء أحدهم إذا رأى في ذلك تقويمك، وحتى إن لم يرَ، فأنت كيس الرمل وعملك تفريغ الغضب والامتعاض
أن تحرقي إن لم تكوني مثال الطاعة والانصياع، فيا غضب الآلهة إن لم تعطي أجرك الشهري لزوجك
أن تقتلي مثلاً، بغض النظر عن السبب، إذ سيأتي من يحمل غطاء الجريمة ويسدل الستار على مشهد مقتلك، فالتبريرات جاهزة ومعلبة دائما، ولربما لا تستحقين حتى أن تحصل على قصة لائقة لنهاية حياتك، تستحق أن يرويها ابناءك وبناتك عنك.
وبعد هذه الجولة أما زلتَ تعتقد أنه من السهل أن تكون امرأة، امرأة حقيقية من لحم ودم ..تجاهد حتى تكون صامدة تواجه كل ذلك بمفردها..؟
إذ ليس لديها خيار الانسحاب من الحلبة، فما زال لديها أنفاس معدودة، متمسكة بما لديها من قدرة على قول صباح الخير للحياة
دعوني أكمل طريقي … فلدي من الأحلام ما تستحق الكفاح.