غالباً ما نتظاهر بالقوة لأسبابٍ تعد منفذاً للمشكلاتِ التي يقتدي بها هذا المجتمع ..
ولأننا رجال يُمنع لنا أن نكون ضعفاءَ لو للحظةٍ في هذا المجتمع ..
لم تكن المرة الأولى التي قلتُ فيها أننا سنعود، لم تكن المرةُ الأولى التي كتبتُ فيها عن أوجاعٍ لامستني أنا وكلُّ صديقٍ لي يشبهني في الحنين للموطن، وأيّ موطنٍ هذا؟ …
حاولت يوماً أن أسألَ عنها، من هي، ومن تكون، وما رغباتها وهواياتها، وما تحب وما تكره؟
الثانية بعد منتصف الليل..
لا أدري ما أكتب.. خصوصاً بعد ما قمت بفتح ذلك الدفتر ذي اللون الأصفر ليس لدي متّسع من الوقت لكي أشتاق، لا بل لكي أحب.. ولربما أحنّ، فهل يا ترى هذه اللامبالاة جاءت من هذا الجزء البسيط المرير من الحياة؟
هل حقاً أنا أحبك وسنعود، أم أنها مجردُ تكهنات ؟
هل حقاً أنا ذاك الشخص الذي يتناسى أجزاء صدفتكِ في منفى المخيمات؟
هل أنتِ من كلّمني صباحاً عند بوابةِ مخيّمٍ يميت الروحَ من فرطِ النشيد؟
هل أنتِ يا سمراء من الماضي؟
هل أنت مستحضرٌ للبساطة من الماضي؟
أم أنكِ الفتاة التي كانت تخرجُ صباحاً من حيها الشعبي، عابرةً إلى الحياة؟
من أنتِ .. ؟
من الذي يقطنُ داخلك ؟
هل فعلاً أنتِ من كان يعملُ في حقلِ الزيتون صباحاً ؟
الحقيقة كل ما أود أن أقولهُ أني مغرمٌ بك..
نعم صُدمت! كُنت على ثقة أنك ستُصدمِ..
أشعرُ بكسرٍ ما أو هنا بقلبٍ جديدٍ …
وعلى أملِ اللقاءِ من جديد، فهل سنعود يا شجرةَ الزيتونِ في حيّنا المتواضعِ البسيط الذي
يعجّ بصيحاتِ الأمل، أم أنَنا سنبقى في المنفى عالقين بين غصةِ الوداع والذكريات وبين ضحكةٍ تناشدنا بعودٍ جديد لا يفارقُ قلباً ..
كي لا ننسى أننا سنعود !
تذكر معي رائحة عطر الليل الذي كان يغمر بيتنا ..
تذكر عندما تقابلنا أول مرةٍ في حقول الفستق ..
تذكر عندما قلت لكَ أن تبقى بجانبي دونَ أن تفكر في ماهيات الأحداث التي من شأنها أن تبعدنا لعاداتنا وتقاليدنا ..
وهل ستتذكر رقصةَ الطفلِ في الحقل المجاور عندما استطاع وأخيراً أن يقطفَ ثمرة التين، لكي تغمره المحبة ..
ربما أخذنا الحديث قليلاً في الخيال ليس العميق بل المضمحل، كنت ومازلت أتمنى أن أعرف هل سنتذكر ؟
هل أنا أحبك ؟
أم أنني نسيت العهد، وهذه أوجاعٌ طفيفة لشيء من الماضي ؟
لا أعلم ولكن كلّ ما أعلم أنها ستزول …
بين يديّ كلمات تتحدثُ عن كرامتنا والمواقف