واشنطن تضع شروطها لسوريا الجديدة.. أربعة مطالب أساسية للتعامل مع دمشق

في جلسة استماع حاسمة بمجلس الشيوخ الأمريكي، حدد السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، أربعة شروط رئيسية لأي علاقة مستقبلية بين الولايات المتحدة وسوريا بعد سقوط نظام الأسد. جاءت هذه التصريحات خلال جلسة بعنوان “ما بعد الأسد: رسم ملامح السياسة الأمريكية تجاه سوريا”، حيث أكد ريش أن المشهد السياسي الجديد في سوريا يشكل تحديات وفرصًا لواشنطن، وأن أي تواصل مع الحكومة الانتقالية يجب أن يكون مشروطًا بإجراءات ملموسة.

سقوط الأسد: ضربة لإيران وروسيا

أوضح السيناتور أن سقوط النظام السوري شكل ضربة قوية لإيران، حيث تأثرت شبكات تهريب الأسلحة التابعة لها، إضافةً إلى تراجع نفوذ حزب الله، الذي كان يعتمد على دمشق كمنصة لعملياته. كما أشار إلى أن روسيا فقدت حليفًا استراتيجيًا مهمًا في الشرق الأوسط، وهو ما قد يعيد رسم توازن القوى في المنطقة.

اقرأ أيضاً: تدفقٌ بشريٌّ عبر الحدود..معابر سوريا تستقبل مئات الآلاف خلال…

وأشار ريش إلى أن واشنطن أمام خيارين: إما التحرك سريعًا لضمان استقرار سوريا الجديدة وفقًا لمصالحها، أو التباطؤ في التفاعل، مما قد يمنح روسيا وإيران فرصة لإعادة بناء نفوذهما داخل البلاد.

تحفظات أمريكية على أحمد الشرع

رغم تقديم أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي لسوريا، نفسه كزعيم معتدل، إلا أن ريش أبدى تحفظات حول ماضيه، متهمًا إياه بوجود صلات سابقة مع جماعات متطرفة، مثل القاعدة وداعش في العراق. لكنه اعترف بأن هذه الروابط قد تعود إلى الفترة السابقة، مشيرًا إلى أن تصرفات الشرع المستقبلية ستكون المقياس الحقيقي لمدى مصداقيته.

الشروط الأربعة لفتح قنوات التعامل مع سوريا

حدد السيناتور أربعة مطالب أساسية على الحكومة الانتقالية السورية الالتزام بها، قبل أن تفكر واشنطن في رفع العقوبات أو تطوير العلاقات مع دمشق:

1. منع سوريا من أن تصبح منصة للإرهاب

يجب التأكد من أن الأراضي السورية لن تستخدم كنقطة انطلاق لهجمات على الولايات المتحدة أو حلفائها.

ضرورة إزالة جميع مخزونات الأسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام السابق.

2. إخراج روسيا وإيران نهائيًا من سوريا

يتوجب على موسكو إنهاء وجودها العسكري في سوريا، خاصة القواعد البحرية على البحر المتوسط.

أعرب ريش عن قلقه من المحادثات الأخيرة بين دمشق وموسكو بشأن اتفاقيات عسكرية جديدة، معتبرًا ذلك إشارة سلبية.

3. تفكيك شبكات المخدرات في سوريا

أكد أن نظام الأسد السابق حوّل سوريا إلى دولة مخدرات، وأن تجارة الكبتاغون كانت مصدر تمويل رئيسي له.

شدد على أن أي تحرك نحو رفع العقوبات يجب أن يكون مشروطًا بإغلاق هذه الشبكات بالكامل.

4. الكشف عن مصير الأمريكيين المحتجزين في سوريا

على الحكومة الانتقالية تقديم معلومات دقيقة حول مصير المختفين الأمريكيين، مثل الصحفي أوستن تايس.

واشنطن تعتبر هذا الملف أولوية قصوى، وأي علاقة مستقبلية مع دمشق ستعتمد على التعاون في هذا المجال.

مخاوف أمريكية من عودة الاستبداد

أعرب السيناتور عن مخاوف واشنطن من أن يعيد أحمد الشرع إنتاج نظام ديكتاتوري جديد، مشيرًا إلى قراره الأخير بحل الدستور وتعيين نفسه رئيسًا لفترة انتقالية مدتها أربع سنوات. وقال ريش:

“السوريون لم يضحوا من أجل إسقاط نظام قمعي ليجدوا أنفسهم تحت نظام آخر. واشنطن لن تدعم حكومة استبدادية جديدة تهدد أمن الشعب السوري أو أمننا.”

وأكد أن الولايات المتحدة لن تقبل مجرد وعود، بل تريد إجراءات واضحة من القادة الجدد في سوريا لإثبات حسن نواياهم.

العقوبات الأمريكية: تخفيف مشروط وليس إلغاء فوري

رغم النقاشات حول إمكانية تخفيف العقوبات، خاصة تلك المفروضة بموجب قانون قيصر، شدد ريش على أن أي تخفيف سيكون تدريجيًا ومرتبطًا بسلوك الحكومة الانتقالية. وقال:

“لن نرفع العقوبات دفعة واحدة. يجب أن نرى خطوات حقيقية من الحكومة الجديدة، وعندها فقط يمكننا الحديث عن تخفيف تدريجي للعقوبات.”

أخبار سورياجيم ريشسوريامجلس الشيوخ الأمريكي