الكره نقيض الحب في كل شيء، فكما أن الحب يحيل كل شيء جميلاً كذا الكره يحيل كل شيء إلى سواد وركام، فتشم له رائحة نتنة تكتم الأنفاس، وتجعل من الشخص كائناً مغناطيسياً يجذب إليه كل مستقذر قبيح، وبيئة نشطة تلتقي معه بكل الشياطين جناً وإنساً.
وفاة مخرج مسلسل باب الحارة بسام الملا
لا أجد كالكره عقوبةً للكاره والمكروه على حد سواء, فكلاهما خاسر لأنه استنفد طاقة عجيبة في سبيل ايصال تلك الذبذبات لمن يكرهه والراحة كل الراحة في العفو وتفويض الأمر لله، ما لم تكن ظالماً، ففي تلك النقلة قوة نفسية عظيمة لأنك لن تستطيع خوض تلك الصراعات دون قوة داخلية, ولو خضتها ستكون وحيداً بدون الله فلماذا النسيان من البداية.
الله وحده هو من أرسل لك المحبين وبذات الوقت هو من أرسل لك الأعداء الكارهين ليتربصوا بك فترى بالأضداد نعمة الله عليك, فكثيراً ما تعرف النعم بمعرفة النقيض لها ولتكن على يقين أنك مهما بلغت من الجمال والمحبة في قلوب من حولك إلا أن هناك من يكرهك ولو بدون سبب، فرسول الله ( كان أحب خلق الله إلى الله وأحبهم إلى خلقه إلا أنه كان له أعداء كارهون، وهو المعصوم عن الخطأ والزلل.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
فلا تبتئس لوجود أصحاب النفوس المسمومة فهم يرون خيبتهم كلما اقتربوا منك أو سمعوا عن نجاحاتك وانجازاتك، واعلم أنه لكل انسان ابتلاؤه الخاص به، والذي أتى مفصلاً تماماً على مقاس الدرجة التي يدعو الله أن يصل إليها في الجنة، فهناك درجة في أعلى الجنة بل بجوار الرسول ( لمن حَسُن خُلقه، فلا بد من ابتلاء يصبر الإنسان عليه ليرى عوضا عنه في الآخرة، لأننا لا زلنا في امتحانات الدنيا ولم ينته الاختبار بعد.
حقيقة لا بد من معرفتها.. وهو أن التسامح صعب جداً، وخصوصاً إذا كنت مظلوما بل مقتولا من داخلك، وأن هناك صراعاً نفسياً يحدث دائماً بداخل المظلوم هل يأخذ حقه وينسف الأرض بمن ظلمه ويرد له الصفعة ألفا، أم يذكِّر نفسه ويصبرها دائما، فقد يترتب على ذلك ظلم أكبر، فالعقل زينة للإنسان في تلك الظروف والحلم سيد الأحكام، وتعلُّم ذلك من دروس الحياة ليس سهلاً على الإطلاق، فليعلم الظالمون أن صبر المظلوم ليس ضعفاً وإنما هو عين القوة وعين الحكمة ولو كان الأمر كما يظنون فليشهدوا يوما يرجعون فيه إلى الله لتبرز عنده عضلاتهم وكبرهم (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).