أكد وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور ماهر الشرع، أن تركيا كانت من أبرز الدول التي قدمت الدعم والمساندة للشعب السوري خلال السنوات العصيبة للحرب.
وأشاد الشرع، خلال تصريحاته لوكالة الأناضول، بالمواقف الثابتة والمشرفة لأنقرة، مشيرًا إلى أن “الشعب التركي من الشعوب القريبة جدًا لنا، والتي مدت يد العون وفتحت حدودها وبيوتها لنا، حيث عاش في تركيا ما يقرب من 4 ملايين مواطن سوري لأكثر من 10 سنوات بشكل رسمي”.
خطط لإعادة بناء القطاع الصحي
وفيما يتعلق بالوضع الصحي في سوريا، أوضح الشرع أن القطاع الصحي تعرض لتدمير شبه كامل على مدار الحرب، إلا أن الوزارة بدأت منذ اللحظة الأولى لإعادة ترتيب الأولويات. وقال: “قمنا خلال أسبوعين من تسلمنا المنصب بتحديد الاحتياجات وإعداد خطط إسعافية ومتوسطة وبعيدة الأمد. لدينا خطط واضحة تمتد من 3 أشهر وحتى 4 سنوات، ونحن نعمل بجد على تنفيذها”.
كما تطرق الشرع إلى دور الأطباء السوريين الذين اضطروا إلى الهجرة، مؤكدًا أنهم يمثلون ثروة وطنية بخبراتهم العالية. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على إعداد برامج لإعادتهم للمساهمة في تقديم الرعاية الصحية والخدمات التعليمية والتدريبية داخل البلاد.
العقوبات الاقتصادية ومستقبل سوريا
وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، دعا الشرع إلى رفع هذه العقوبات التي وصف استمرارها بـ”غير المبرر”. وأضاف: “العقوبات فرضت على النظام بسبب ممارساته، ولكن اليوم لم يعد هناك نظام، ونحن نسعى بكل جهدنا لرفع هذه العقوبات التي تعيق عمليات إعادة البناء”.
وأشار الشرع إلى وجود تغيرات سياسية مرتقبة قد تسهم في إنهاء هذه العقوبات، خصوصًا مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
العلاقة مع تركيا
وفيما يخص العلاقات مع تركيا، شدد الشرع على متانة العلاقة التي وصفها بالودية، مضيفًا: “العلاقة بيننا وبين تركيا ليست فقط علاقة مصالح متبادلة، بل تربطنا قرابة وصلة عاطفية. سنتعامل كدول، ولكن بروابط أقوى”.
اقرأ أيضاً: أسماء الأسد في عزلة صحية مع تدهور حالتها بسبب سرطان الدم
سوريا ما بعد نظام الأسد
وعلى صعيد التطورات السياسية، أشار الشرع إلى أن نهاية نظام الأسد فتحت صفحة جديدة لسوريا. وقال: “صدمتنا الأساسية كانت النظام، ومع زواله باتت لدينا الفرصة للبدء من جديد. نحن سعداء ومصرون على النجاح، وسننجح بإذن الله”.
يذكر أن الحكومة المؤقتة تشكلت حديثًا بعد سيطرة الفصائل السورية على العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مما أنهى عقودًا من حكم حزب البعث ونظام عائلة الأسد. وتم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد، بينما تولى ماهر الشرع، شقيق قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، منصب وزير الصحة في 16 ديسمبر/كانون الأول.