أكد وزير النفط في الحكومة السورية ، غياث دياب، أن قطاع النفط في البلاد يواجه تحديات كبيرة بعد سقوط النظام السابق، أهمها عدم سيطرة الإدارة الجديدة على عدد من آبار النفط الحيوية. جاء ذلك خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الاثنين، بالتزامن مع دعوات محلية بضرورة استغلال الموارد النفطية لتخفيف أزمة الوقود وتعزيز الاقتصاد الوطني.
آبار النفط خارج السيطرة: تحدٍ أساسي
وأشار دياب إلى أن العديد من الآبار النفطية لا تزال خارج نطاق سيطرة الحكومة الجديدة، ما يعقّد عملية تشغيلها ويزيد من معاناة المواطنين.
وأوضح قائلاً: “لا تزال عدة آبار نفطية تحت سيطرة أطراف أخرى، مما يشكل عقبة رئيسية أمام تأمين المشتقات النفطية وتوفير الطاقة اللازمة لدعم الاقتصاد”.
وأوضح الوزير أن النفط السوري كان يمثل في عام 2010 نحو خُمس الناتج المحلي الإجمالي، ونصف صادرات البلاد، وأكثر من نصف إيرادات الدولة، حيث كانت سوريا تنتج حوالي 390 ألف برميل نفط يومياً. إلا أن الإنتاج تراجع بشكل كبير إلى 40 ألف برميل يومياً بحلول 2023 نتيجة الحرب والصراعات التي مرت بها البلاد.
الموارد النفطية والغازية في سوريا
وبيّن دياب أن إنتاج النفط السوري يتركز في منطقتين رئيسيتين: شمال شرق البلاد، خاصة في الحسكة، وشرق سوريا على طول نهر الفرات حتى الحدود العراقية قرب دير الزور. كما توجد حقول صغيرة في جنوب الرقة، بينما تتركز الموارد الغازية في المناطق الممتدة حتى تدمر وسط البلاد.
دعوات لرفع العقوبات واستعادة الاستقرار الاقتصادي
ودعا الوزير إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أن هذه العقوبات تعرقل جهود الحكومة الجديدة في استعادة الإنتاج النفطي وتحسين الوضع المعيشي. وقال دياب: “لا معنى لاستمرار العقوبات على سوريا بعد الإطاحة بالنظام السابق، إذ كان يعتمد على حلفائه لتجاوز العقوبات، في حين تتضرر سوريا الجديدة اليوم بشكل مباشر”.
وأكد أن رفع العقوبات سيسهم في تسريع استعادة النشاط الاقتصادي وتخفيف الأعباء على الشعب السوري الذي يعاني من نقص الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.
مرحلة جديدة لسوريا بعد نهاية نظام الأسد
تأتي هذه التصريحات في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها سوريا بعد سيطرة الفصائل المعارضة على العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مما أنهى عقوداً من حكم حزب البعث ونظام عائلة الأسد. وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.
خطط مستقبلية لتعزيز قطاع النفط
وأكد دياب في ختام تصريحاته أن الوزارة تعمل على وضع خطط مستقبلية لإعادة تشغيل حقول النفط واستثمار الموارد الطبيعية بفعالية لدعم الاقتصاد الوطني، مشدداً على أن استغلال هذه الموارد يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في سوريا الجديدة.