(وصّل صوتك من القلب إلى القلب) برنامج سوري في تيك توك يسلط الضوء على هموم الناس

غسان دنو

يفتقر المجتمع السوري لمنصات تفاعلية تُوصل صوت الشارع، ولا ترتبط بالقنوات والإذاعات المحسوبة على أطرف وحكومات معينة، ومن هذا المنطلق أتت فكرة برنامج (وصّل صوتك) وهو مبادرة شبابية لسوريين مقيمين في تركيا.

وعن فكرة البرنامج التقت صحيفة حبر الناشط الثوري والإعلامي (فراس حريتاني أبو الخطاب) الذي حدثنا عن فكرة المشروع بقوله: “الفكرة بالعموم بدأت بحوار بيني وبين أحد الأصدقاء (عدنان الحسين) عن هموم وأوجاع السوريين في بلاد المهجر وخاصة تركيا، وعن السوريين ومعاناتهم في الداخل السوري، وقمنا بوضع خطوات للبدء بالعمل على منصة تيكتوك. ”

 

وعن البرنامج أضاف: “البرنامج بسيط بأدوات بسيطة وخبرات متواضعة وعلى منصة غير اعتيادية، نحاول من خلاله توجيه رسائل عامة وتناول كل ما يهم السوريين في الداخل السوري وفي بلاد المهجر، وهي محاولة كمثيلاتها السابقات لإيصال صوت الناس، ونسأل الله أن تجد هذه المحاولة آذانًا صاغية، ويعدُّ الوجود أكبر دعم للبرنامج من أجل استمراريته وتطويره بالشكل المطلوب”.

وعن بداية العمل بيَّن أن ” الفكرة كانت للتركيز على هموم الشارع في الداخل السوري، مثل حملة (انتفضوا لمن تبقى) خلال حصار حلب 2015، لكن فكرتنا كانت على نطاق أضيق بين شخصين، وبدأنا بإنشاء الحسابات على تيك توك والعمل على هاشتاغ (وصّل صوتك) بجهود شخصية.”

وأردف فراس أن “في الحلقة الثانية  أدخلنا فكرة جديدة وهي التركيز على الحالات الإنسانية وعرضها للرأي العام، وهي الحالات التي نستطيع التحري عنها كأشخاص موجودين هنا، إما في الولاية التي نحن فيها أو في عدة ولايات أخرى عبر سفراء البرنامج، وتم دراسة عدة حالات والعمل عليها، ومنها حالة رجل مهجّر دخل إلى تركيا مع طفل حديث الولادة إلى تركيا للعلاج تاركًا خلفه الأم وطفلة في مخيم (صلوة)، وطالبنا الشخص عبر منصة (وصّل صوتك) لنشر قصته كي تصل للمسؤولين وتدخل باقي عائلته ليتمكن من رعايتها، وهناك العديد من الحالات التي وصلنا إليها، وقدمنا دعمًا بسيطًا من خلال أشخاص، فما بالك لو تفاعلت معنا منظمات وأجسام ثورية وناشطون”.

 

لماذا منصة TikTok؟

يجيب حريتاني: “لأنه من الممكن أن يصل عبرها الصوت بشكل أكبر، ونستطيع من خلالها استقطاب أشخاص مهتمين بالمواضيع الجادة بشكل أكبر من أجل الوصول للهدف المنشود #وصل_صوتك ، وريثما تترتب الأمور سنكون على كل المنصات مع هوية بصرية جديدة بإذن الله وبشكل احترافي كامل”.

وتعدُّ هذه المنصة بخوارزمياتها أفضل من خوارزمية الفيس بوك المقيتة التي للأسف أصبحت وبشكل كبير تجارية، فمن أجل تحقيق وصول معين يجب عليك الذهاب للحملات الإعلانية المأجورة وخصوصًا مع مشروع بسيط بأقل التكاليف وأبسط الأدوات المتاحة على عكس منصة تيكتوك التي تستطيع، وعبر شروط معينة، رفع نسبة المشاهدات واستقطاب أصحاب الاهتمام بعيدًا عن التفاهات المنتشرة فيها، التي كنت وماتزال أرفضها جملةً وتفصيلاً”.

 

هل وُجدت تفاعل من خلال البث الأول؟

“التفاعل خلال البث الأول مقبول نوعًا ما، إذ رغم بساطة كل شيء حضر 750 مشاهد، و20 مشاهدًا كانوا ثابتين، وهذه بداية جيدة، وتفاعل أشخاص مع المحتوى لا أعرفهم من قبل، وهذا ما شجعني للاستمرار مع فريق التنسيق المكون حاليًا من أربعة أشخاص فقط وقابل للزيادة في حال تطوع أي شخص.

الكاتب يكتب للآخَر

وعن فكرة تقديم هدايا بسيطة بنهاية البث قال: ” الفكرة لجذب أكبر جمهور يبقى معنا لآخر البث حتى نوجه الرسائل المهمة لكل موضوع نعالجه، ونعمل على كسب ثقة الجمهور بإرسال الهدايا عبر الشحن لكل ولاية تركية، حتى أننا أرسلنا هدية من خلال شخص مقيم بألمانيا لإحدى الأخوات الرابحات معنا بالسحب، وهناك من ساهم بتقديم هدايا مميزة، حيث قدمت شركة النخبة لتجارة المواد الغذائية في غازي عنتاب خمس سلات غذائية، وكان التفاعل معها إيجابي بشكل كبير من قبل الرابحين عبر التبرع بها لعائلات محتاجة، وهذا الشيء خلق بيئة تفاعلية حسنة بين المتابعين. ”

 

خطط مستقبلة:

وعن الطموح لدى فريق العمل القائم على مبدأ تفاعل الجمهور ومشاركتهم أشار السيد فراس إلى أن ” الهدف بالمستقبل أن نحصل على دعم من جهة ما تقدم دعمًا كاملًا للبرنامج بدون شروط وبدون أي تدخل في قضايا البرنامج التي نتناولها”.

وأضاف: “نعمل الآن على فكرة سفراء البرنامج، بحيث يكون لدينا شخص من كل ولاية تركية ومن الداخل السوري يرصد لنا الأحداث والاهتمامات والحالات الإنسانية على مبدأ تحريك المجتمع والشخصيات المناصرة لفكرة البرنامج بحيث نوصل أصوات الجميع للمكان الصحيح،  ومن الممكن أن يكون برنامجنا إذاعيًا (راديو) وحلقات متلفزة بأدوات احترافية أكثر واستديو مخصص، فنحن نعمل من مكان إقامتنا ونقدم من مدخولنا الشخصي حاليًا كل ما يتعلق بأجور الشحن وأحيانًا الهدايا.

وهناك حتى تفاعل عربي معنا جيد من خلال الحلقات الثلاث التي تم بثها مساء كل سبت الساعة العاشرة، فلدينا متابعون عراقيون ومن فلسطين بشكل أكبر، حتى أنه

شاركت معنا أختين من فلسطين تعملان مشرفات على البث وتسجلانه، مما يدفعنا لاحقًا للتوجه للجمهور العربي والحديث عن قضايا عربية مهمة تهم كل الشارع العربي”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

بالعمل نكسر صعوبات العمل:

تكمن الصعوبة ليس فقط بالبرنامج وحداثته وما يعانيه من نقد كبير من قبل أشخاص بشكل سلبي، فكل الفريق يعمل بجهود فردية على سبيل المثال، أعمل من مكان عملي كموظف في محل لبيع إكسسوارات الموبايل في محل وأنا أستخدم هاتف العمل ورقمه، وأقيم في المحل نفسه وهذا بحد ذاته تحدٍ لي في الاستمرار، لكن لا شيء مستحيل بوجود الإرادة وعلى كل صاحب فكرة أن يعمل بجد ولا يوجد أعذار تبيح لنا جميعًا أن نقف متفرجين بدون تقديم أي شيء يذكر، بحسب فراس.

 

وفي النهاية وجَّه مقدّم البرنامج فراس حريتاني رسالةً لجميع من يهمه أمر السوريين قال فيها: “علينا جميعًا أن نتحمل المسؤولية تجاه الشعب الذي هُجّر في أصقاع الأرض وفقد ما فقد من مال وأرض ودماء، ففي الداخل مع دخول كل شتاء تعود أزمة المخيمات واحتياجات قاطنيها التي تحتاج لدول تسدّها، وفي بلدان المهجر يعاني السوريون من حملات مغرضة كل فترة وعنصرية أحيانًا كمثال مخيمات لبنان وأحداث أنقرة الأخيرة وغيرها الكثير.

لذلك من الواجب على كل من حمل راية السعي لقضاء حوائج الناس أن يعلم جيدًا بوجود عائلات منعها التعفف من طرق أبواب الجمعيات الإغاثية المنتشرة ، وهؤلاء الذي من أجلهم أطلقنا تلك الصرخة عبر برنامجنا لنستطيع إيصال صوتهم للجهات المعنية، وعلى مبدأ شعار البرنامج (من القلب إلى القلب) فنرجو من الجميع أن يكونوا معول بناء لا معول هدم لمثل هذه الأفكار”.

 

حريتاني وغيره العديد من الشباب السوريين مثال يُحتذى به على كيفية استغلال مواقع التواصل والمنصات الشهيرة لنشر الوعي وتقديم يد العون وإثراء المحتوى بما هو مفيد بعيدًا عن التمييع والانحلال الأخلاقي الذي طغى في السوشيال ميديا.

#وصل_صوتكالمستقبلالنظام السوريبرنامجتيك توكخطط مستقبليةسورياغسان دنو