جاء ذلك في بيان للمجلس صدر مساء أمس الثلاثاء بعنوان: “حتى لا تكون فتنة” أكد فيه علماء المجلس أن تركيا كانت أفضل من آوى الشعب السوري المهجر من بلاده، وأن السوريين كانوا أوفياء لهذا البلد المعطاء وشعبه، ولكن هناك بعض الناس يشوه بين الفينة والأخرى هذه العلاقة الصافية.
نصائح للسوريين والأتراك:
ووجه البيان عدة نصائح للشعبين قائلاً:” إنّ أخوّتنا فوق الحوادث العارضة الطارئة، وما يجري أحيانًا من مواقف فرديّة من أحد الطرفين أقلّ من أن يؤثّر في متانة هذه العلاقة وقوّتها، وأقلّ من أن يحلّ ما وثّقه الله تعالى منها، والواجب علينا جميعًا أن نقطع الطريق على المتربّصين الذين يريدون زرع الفتن بين الإخوة”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
وأضاف: “المخطئ مؤاخذ بجريرته، لا يحملُ خطأه غيرُه أيًّا كان المخطئ، قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ}، ولا ينبغي تحميل فئةٍ من الناس خطأ واحدٍ وإن كان منهم، ولا أن تعمّ الجناية غير من ارتكبها، وندعو إلى الأخذ على يد الجاني، وإنزال العقوبة الرادعة له ولغيره، فإنّ من أمن العقوبة أساء الأدب. ”
وتابع البيان: ” السوريّون المهاجرون إلى هذه البلاد ضيوفٌ عند أهلها، هاجروا فرارًا بدينهم وأنفسهم من الظلم، وهم أصحابُ قضيّةٍ وثورةٍ هدفُها رفعُ الظلم وإحقاقُ الحقّ، ولا يليقُ بصاحب القضيّة أن يُناقِضَها فيظلِمَ غيرَه أو يفعلَ باطلاً، ولا ينبغي له إلاّ تمامَ الأدب، وحسنَ الخلق، والسعيَ فيما يحقّق هدفَه في إزاحة الظلم عن نفسه وغيره.”
ودعا البيان العلماء والوعاظ أتراكًا وسوريين إلى ” إرشاد الناس إلى آداب التعامل فيما بيننا، والأخذ على يد المسيء دون غيرِه، وتذكيرِ الجمهور بوجوبِ مراعاة أعراف الناس وعاداتهم، والتزام الضيوف بآداب الضيافة، والتزام صاحب الدار بإكرام ضيوفه، ومعاني الإسلام السامية في المحبّة والإيثار والعطاء.”
اقرأ أيضاً: في حلب.. رجل يهاجم مقهى بالرصاص لانزعاجه من أحد العاملين
وأردف: ” كما ندعو إلى الابتعاد عمّا يؤثّر في صفاء العلاقة فيما بيننا، وترك المظاهر التي لا تمتّ إلى عاداتنا الأصيلة المشتركة أو تراثنا الملتزم بصلةٍ، كالتجمّع ليلاً أمام البيوت، والصخب في الطرقات، وندعوهم جميعًا إلى مراعاة حقّ الجوار، وندعو العقلاء من الطرفين إلى التدخّل عند وجود إشكال، والمسارعة إلى إنصافِ المظلومِ الضعيفِ”.
وختم : ” كما نرجو أن لا يكون وضع السورييّن ورقةً للتنافس الانتخابيّ بين الأحزاب التركيّة”.
بيان المجلس يأتي بعد الأحداث الأخير التي شهدتا مدينة أنقرة وما تبعها من تحريض على السوريين خاصة من الاحزاب التركية المعارضة.