بعد فقدان الأمل في العودة.. مهجرو ريف إدلب يبيعون أملاكهم بربع أثمانها

عبد الحميد حاج محمد

 

شهدت الأشهر الأخيرة انتشار حالات بيوع يقوم بها مهجرو ريفي إدلب الجنوبي والشرقي لأراضيهم وأرزاقهم التي سيطر عليها نظام الأسد والميلشيات التابعة له خلال الحملة العسكرية الأخيرة.

 

وبعد أن فقد معظم المهجرين الأمل في العودة إلى أراضيهم ومنازلهم، بدأ البعض منهم ببيع أراضيهم؛ لتأمين سكن جديد لهم يكون بديلاً عن الخيام المؤقتة التي انتظروا فيها عودتهم التي لم تحدث.

 

حيث أُجبر بعض الأهالي على بيع أملاكهم بثمن لا يتجاوز ثلث سعرها الأصلي، وذلك نظرًا لوقوعها تحت سيطرة نظام الأسد، ولحاجة الأهالي لبيع تلك الأملاك نظرًا للظروف المعيشية الصعبة.

يقول (عبد الله) من ريف سراقب: “بعت أرضًا لي قبل أشهر بربع ثمنها، مُجبرًا على ذلك البيع نظرًا للظروف التي تمر بها المناطق المحررة.”

ويضيف عبد الله أن ثمن الدونم الواحد كان يبلغ أكثر من 5 آلاف دولار أمريكي، أما حاليًا اضطر لأن يبيع بسعر 1200 دولار أمريكي، وهو سعر بخس ومجحف بحقه.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

وتضطر العائلات لبيع أملاكها لتأمين لقمة العيش في هذه الظروف، في حين يقوم آخرون ببيعها وبناء سكن يأويهم مع عائلاتهم.

اقرأ أيضاً: واشنطن: لانهدف لتغيير النظام في سورية

(أحمد القاسم) من ريف إدلب يقول: “بعت أرضًا مشجرة بأشجار الزيتون بغية السفر خارج سورية، وذلك بثمن يعادل ثلث ثمنها الأصلي.”

إلا أن أحمد اضطر لبيع الأرض، والسفر خارج سورية لتأمين عائلته، وتأمين لقمة العيش لهم بعد تهجيرهم من أرضهم، كونهم مزارعين لا يوجد لهم أي مردود سوى المردود الذي كان يصلهم من الأرض.

 

ومعظم المهجرين الذين أقدموا على بيع أراضيهم وممتلكاتهم هم بالأصل يعلمون مزارعين، ولا يوجد لديهم أي دخل مادي سوى من الزراعة، وبعد تهجيرهم قبل نحو عامين، تقطعت بهم السبل ليجدوا أنفسهم أمام خيار بيع الأرض وتأمين عمل بديل أو كسب المال ليتعايشوا مع الظروف المعيشية الصعبة.

 

أما (حسن) وهو أحد الذين قاموا ببيع أراضيهم يخبرنا أنه باع أرضه بسبب عدم بيان أي حل لمشكلة المهجرين، وخصوصًا بعد انسحاب النقاط التركية التي كانت تنتشر في منطقة إدلب (مناطق سيطرة نظام الأسد)، التي كان المهجرون يعقدون آمال العودة إليها.

ويستغل أصحاب رؤوس الأموال من أبناء منطقة ريف إدلب الأوضاع وحاجة بعض الأهالي إلى الأموال وبيع أرزاقهم، ويقومون بشراء تلك الأراضي والممتلكات من الأهالي، عبر سماسرة ينتشرون في المحرر، وغالبًا ما تكون أسعارهم مجحفة، إلا أن البعض يصفها بالواقعية، كون المنطقة غير معروف مصيرها وتبعيتها.

 

 كيف تتم علميات البيع والشراء؟

تتم عمليات البيع عبر تطبيق الخرائط، حيث يقوم البائع بتحديد الأرض وموقعها، ويكون ذلك عبر وسيط يعرف الشخص البائع، ويملك معلومات حول أرضه ومساحتها، وذلك لعدم قدرة الوصول إليها.

وفي الوقت ذاته يرفض الآلاف من المهجرين بيع أي متر واحد من أراضيهم وممتلكاتهم، مؤكدين أنهم سيعودون إليها يومًا، لأن نظام الأسد زائل، وإذا لم يعودوا هم فإن أبناءهم حتمًا سيعودون، فإن الأرض لا تموت ولا تذهب.

 

يذكر أن مئات الآلاف من المهجرين ينتظرون أي حلول سياسية أو عسكرية تعيدهم إلى مناطقهم التي سيطرت عليها قوات الأسد والميلشيات الروسية والإيرانية، ويعاني المهجرون في الشمال السوري من ظروف معيشية صعبة دفعت بعضهم لبيع أراضيهم التي يعدُّها المزارعون أغلى ما يملكون.

 

إدلبالتهجيرالمهجرونريف إدلبسورياصحيفة حبرعبد الحميد حاج محمد