أصبحت مخيمات النازحين في الشمال السوري محطَّ تفكير العديد من منظمات المجتمعي المدني لتأمين أفضل الخدمات، خاصة في إيجاد مشاريع وسكن كريم ينهي مآسي الشتاء المتكررة وحر الصيف.
ومن هذه المشاريع (قرية الحياة) التي تعمل عليها مجموعة (هذه حياتي) التطوعية العاملة في مدينة إدلب وريفها.
وقد التقينا (فاتح رسلان) المسؤول الإعلامي في (هذه حياتي)، الذي حدثنا عن مشروع (قرية الحياة) قائلاً: “القرية هي عبارة عن 200 كتلة سكنية من طابقين في قرية باريشا، تستهدف 100 عائلة ضمن قرية نموذجية تحوي مسجدًا ونقطة طبية ومدرسة بشكل هندسي احترافي بإشراف المهندس (سارية بيطار)”.
ممَّ تتكون الكتلة السكنية الواحدة في قرية الحياة؟
يوضح (رسلان): “تتألف الكتلة السكنية في كل طابق من منافع وغرفتين، مخدمة بشكل ممتاز من تمديدات صحية وشبكة مياه وكهرباء وإنترنت، ويحيط بكل كتلة منطقة خضراء كحديقة بسيطة لإضفاء الجمالية.
وتم إنهاء 50 كتلة حتى الآن من أصل 200 بالاعتماد على التبرعات المقدمة، حيث تكلف كل كتلة 1100 دولار أمريكي، وكل فترة يتم نقل العائلات من المخيمات إليها بحسب الأولية.”
وأشار (رسلان) إلى نشاط مستمر لفريق الحالات بتوزيع مواد التدفئة من حطب وبيرين على العائلات المعدمة والفقيرة بشكل يومي.
اقرأ أيضاً: مصدر عسكري: مجلس طلاس هو الخارطة الوحيدة للحل في سورية
وتأسست مجموعة (هذه حياتي) في عام 2011 بالأردن من قبل شباب سوريين، ومنذ عام تقريبًا بدأت نشاطها في إدلب، فكان لها عدة مشاريع تختص بتمكين المجتمع بشقيه الذكور والإناث.
مشاريع أخرى لمجموعة (هذه حياتي)
ويضيف (رسلان): “هناك عدة مشاريع أخرى في مركز (هذه حياتي للتدريب والتطوير المهني والحرفي)، منها لدعم المرأة، كمشغل الخياطة والصوف، حيث يتم به حياكة ملابس متنوعة لتوزيعها في المخيمات مقابل راتب جيد للأسرة العاملة من ذوي الشهداء والمعتقلين.
يتم التركيز على دعم العائلات إما بتأمين منحة شهرية أو افتتاح مشاريع صغيرة حسب مهنة ربّ الأسرة، وكذلك مساعدة من يملك مشروعًا مسبقًا بحاجة دعم كدكان حلاق أو سمَّان أو غيرها من الأعمال التي تعيل الأسر.
ويجري العمل حاليًا على مشروع (مدرسة نموذجية) في إدلب تستهدف فئتين الأيتام والأطفال المجبرين على العمل في منطقة الصناعة بإدلب، بحيث يتم تعويض أسرة الطفل العامل براتب أكبر ممَّا يحصل عليه من العمل مقابل التزامه بالدراسة.”
وكانت (هذه حياتي) التطوعية اختتمت يوم الخميس الماضي في إدلب فعاليات معرض الفسيفساء الأول تحت عنوان (صور من الذاكرة السورية) إحياءً لذكرى شخصيات ثورية تركت أثرًا كبيرًا في المجتمع.
وامتد المعرض على يومين بمشاركة 26 لوحة صنعتها سيدات وفتيات متطوعات في مجموعة (هذه حياتي التطوعية) بإشراف الآنسة (ليلى قدور) المسؤولة عن تدريبهم ضمن مركز هذه حياتي للتدريب والتطوير المهني والحرفي.
وأشرف على تدريب الفتيات أيضًا الآنسة (راما سيفو) المتخرجة من معهد إعداد المدرسين قسم الرسم، وقد حدثتنا عن عملها مع المتطوعات بقولها: “استفدت من خبرتي في الرسم في صقل مهارات المتطوعات لإخراج القطع الحجرية بالشكل المناسب لتشكل مع بعضها اللوحات الفسيفسائية لشخصيات الثورة كالساروت والهرموش وغيرهم بأجمل شكل”.
وتساهم المنظمات العاملة بالشمال السوري بتغيير حياة العائلات المهجرة والنازحة عبر مشاريعها في ظل استمرار الحرب الطاحنة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على الشعب السوري متسببة بكل هذه المعاناة.