أثَّر انتشار وباء كورونا عالميًا لإحداث تغيرات جذرية في علاقتنا المجتمعية والصحية، ولعل من أبرزها اضطرار الرجال للجلوس في المنزل لفترات طويلة دون عمل، ولجوء بعضهم لملء الفراغ بأعمال المنزل، ورفض ذلك من البعض الآخر.
كيف يساهم الرجال بشكل عام بالأعمال المنزلية وخاصة في فترة الحظر الصحي نتيجة انتشار وباء COVID-19؟ وما هي أكثر الأعمال التي تجرأ الرجال على البوح بها؟ (صحيفة حبر) أجرت استطلاع رأي لعينة من العائلات وأيضًا ولغير المتزوجين، وكانت النتائج التالية:
هناك إقرار شبه تام من كلا الجنسين بأن تقديم الزوج للمساعدة في الأعمال المنزلية لا ينتقص من الرجولة شيئًا، حيث وافق 83% من الرجال على الفكرة وأكدت 93% من النساء الأمر ممَّن شاركوا بالاستطلاع.
وكانت أكثر الأعمال التي يشارك بها الرجال إعداد الشاي والقهوة بنسبة بلغت نحو 90% من أقوال المشاركين والمشاركات.
ويبدو أن الرجال متفهمين بشكل كبير لأهمية مساندة المرأة بالاهتمام بالأطفال بنسبة مشتركة بلغت 68% بالإضافة إلى تقديم العون في ترتيب المنزل بنسبة جيدة بلغت 48%.
كما أنه لن تعاني بعض السيدات في جلي الصحون في شهر رمضان المقبل، حيث توافقت آراء العينتين بنسبة 37.2% أغلبهم من الرجال.
أما في مجال الطبخ فاقتصر الأمر على المبدعين والهواة، فيما برزت معظم أعمال الرجال في الصيانة وجلب مستلزمات المنزل، ومنهم من أظهر احترامًا تامًا لزوجته بتأدية أي أعمال تطلبها منه على قدر المستطاع.
وعبَّر نحو 82 % من الرجال عن شعورهم بالرضا بعد تأدية الأعمال المنزلية ولم يتلقى 64% أي تعنيف خلال تقديم العون للزوجات، ونسبة قليلة رفضت الأمر بشكل تام، بينما عدَّ 15.9% من الرجال و6.1% من النساء أن الأمر فيه انتقاص من الرجولة، كما بدا الرجال أكثر نضجًا بعد الزواج، حيث اعترف 65% أنهم ساهموا في الأعمال المنزلية أكثر من منازل أمهاتهم.
ولم يخلو الاستطلاع من الردود الطريفة المعبرة عندما يكون الرجل في المطبخ، حيث أجابت إحداهنَّ على سؤال: هل تشعرين بالراحة عندما يساهم زوجك بالأعمال المنزلية بقولها: نعم “إذا لم يتكلم كثيرًا ويثر الفوضى المنزلية.” بينما أضافت أخرى: “لا أتفق معه في أعمال المنزل أبدًا، إنه يشبه الكارثة عندما يدخل المطبخ.”
ورد آخر على سؤال الصحيفة الساحر بأنه يتلقى تعنيفًا من زوجته عندما يخطئ بتأدية الأعمال المنزلية بانفعال قائلاً : “خساااااا بدك أشتغل وأتعنَّف كمان؟! الطلاق أقرب.” وتابع: “لا يشعر بالرضا إلا عندما تأتي زوجته بكأس الماء لعندي، وتنفذ كل الأوامر بمجرد النداء” بحسب رأيه الشخصي.
فيما بدا آخر أقل حدة وأكثر ظرافة قائلاً: ” من 9 سنين مستلم البيت من (بابو لمحرابو) انا وإخوتي الشباب ولا زلنا
ولتوضيح دور التربية المنزلية والعادات في تنشئة الرجولة الحقيقة توجهت صحيفة حبر بطرح خاص على السيدة (نيرمين خليفة) اخصائية إرشاد وعلم نفس، وأجابت:
“بالطبع يتأثر الرجل بالتربية المنزلية وهذا يكون واضحًا منذ الصغر، حيث تكلف الأسرة السورية الصبيان بأعمال خارج المنزل مهما كان حجمها لتنمية شخصيتهم، بينما يُطلَب من الفتاة أن ترافق أمها في كل شيء بالمطبخ وأعمال التنظيف.
وهذا يكرس داخل الشاب من صغره التمييز بينه وبين أخته وينعكس الأمر مستقبلاً على زوجته والحل يكمن في أن تغرس قيم المسؤولية في الصبيان والمساهمة في الأعمال المنزلية كثقافة حتى تكبر معه ويعود المجتمع تدريجياً متوازنًا وسليمًا.”
ويُعدُّ الدين الإسلامي أفضل منهج أجاب على استطلاعنا قبل 1400 سنة، حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام أول من قدم المساعدة لأهل بيته، ففي الحديث سُئِلت عائشة زوجة النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) عن عمله في البيت، فقالت: “كان بَشَرًا مِن البَشَرِ؛ يَفْلي ثَوبَه، ويَحلُبُ شاتَه، ويَخدُمُ نَفْسَه”.
والكثير من الأحاديث عن حياة النبي محمد وأفعاله التي أداها ليُعلم البشرية التواضع والمساهمة في المنزل للوصول إلى أفضل حياة زوجية، وبالتالي مجتمع ناضج وناجح بكل الجوانب.