كشف أحد الناجين من حطام طائرة في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، عن تجربته لأكل لحوم الركاب للبقاء على قيد الحياة.
وتحدث خوسيه عن تلك التجربة التي خاضها منتصف شهر أكتوبر 1972 بعد قضاء 72 ساعة بسلسلة جبال الأنديز الجبلية برفقة 27 راكبًا نجوا من أصل 42 كانوا على متنها.
ويقول خوسيه لصحيفة ميرور الإيطالية: ” كنت ذاهبًا إلى تشيلي لأشارك في مبارة ركبي، الرياح كانت قوية، فاضطررنا للتوقف في الأرجنتين، لنتابع الرحلة في اليوم التالي 13 أكتوبر.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
ويضيف: ” بعد مايقارب 90 دقيقة واجهت رحلتنا مطبات هوائية عنيفة، واستمعت لقائدها يطلب الإغاثة والطائرة تنحدر نحو الجبال.”
وتابع: ” ارتطم جناح الطائرة بالصخور، وكان المشهد عظيم، أصوات استغاثة وجثث كثيرة والقسم الخلي للمقاعد اختفى.”
اقرأ ايضاً: أمريكا تجبر بشار الأسد على اتخاذ إجراء عاجل بشأن الانتخابات
مواجهة الحقائق للنجاة:
وكشف خوسيه أن الركاب الناجين واجهوا الطقس الشديد البرودة بالجلوس متلاصقين، وسدو الثغرات في هيكل الطائرة المتبقي بالحقائب ليقضوا ليلتهم الأولى.
ولكن المعاناة بدأت بعد أن استمعوا عبر جهاز راديو نبأ توقف السلطات عن البحث عنهم وفقدان الأمل بوجود ناجين.
أكل جثث الركاب الموتى:
في ظل توقف البحث ودخولهم باليوم الثاني، بدأ الناجون بتذويب الثلوج بأشعة الشمس ليشربوا الماء، وتشاركوا الطعام الموجود في الطائرة.
ولكن بعد انتهاء الطعام، بحثوا إمكانية أكل لحوم الركاب المتوفين لأجل النجاة بحياتهم، ليست تجربة جيدة ومقززة حسب خوسيه، لكن غريزة البقاء انتصرت بالنهاية.
كما واجهو انهيارًا ثلجيًا غطى كل الطائرة، وتسبب بوفاة ثماني أشخاص إضافيين لنقص الأوكسجين.
كيف نجى الركاب إذًا؟!
يكمل خوسيه روايته للصحيفة، بعد ثلاثة أيام غادرنا الطائرة بحفر نفق إلى قمرة القيادة وخرجنا من النافذة.
وفي 12 ديسمبر من العام نفسه، تجهز اثنين من الناجين بطعام وغطاء صنع يدويًا، وانطلقوا مشيًا على الاقدام إلى تشيلي بحثًا عن المساعدة.
وبعد 10 أيام تمكنوا من عبور جبال الأنديز وإبلاغ الناس بمكان بقيتهم، لتأتي مروحيات الإنقاذ وتحملهم.
ويختم خوسيه وهو يصف الحالة: ” كان صوت المروحيات أجمل موسيقا سمعتها في حياتي، أهلي لم يتعرفوا علي في المشفى، لأنني فقدت نصف وزني.”
و عن تجربته يقول: ” في ذلك الجبل رأيت أفضل ما في الروح البشرية، حاربنا المصاعب جميعًا، وتعلمت أن العطاء مفتاح للسعادة،
فنحن لم نمتلك شيئًا مع ذلك قدمنا كل ما لدينا لبعضنا البعض وهذا ما يمنحني الشعور بالفخر.