إسرائيل تسعى لضمان ضعف السلطة واحتواء النفوذ التركي في سوريا

485

كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن إسرائيل تسعى للضغط على الولايات المتحدة للحفاظ على سوريا كدولة ضعيفة دون سلطة مركزية قوية، بما يتوافق مع مصالحها الأمنية في المنطقة. وأوضحت التقارير أن إسرائيل تعمل على إقناع واشنطن بضرورة السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية في سوريا، كخطوة استراتيجية لاحتواء النفوذ التركي المتزايد هناك.

التوترات مع تركيا وتصاعد المخاوف الإسرائيلية

أشارت التقارير إلى أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدهورت بشكل حاد خلال الحرب الأخيرة في غزة، ما زاد من حدة القلق الإسرائيلي تجاه الدور التركي في سوريا. وبحسب المصادر، أبلغت إسرائيل واشنطن بأن الحكام الجدد في سوريا، المدعومين من أنقرة، يمثلون تهديداً مباشراً لأمن حدودها الشمالية.
وذكرت المصادر أن إسرائيل قلقة بشكل عميق من النفوذ التركي المتزايد في سوريا، وتسعى لإقناع الإدارة الأمريكية بأن وجود القواعد الروسية هناك يعد ضرورة استراتيجية لموازنة هذا النفوذ.

الدعم الروسي لموازنة النفوذ التركي

تسعى إسرائيل لإقناع واشنطن بأن بقاء القواعد العسكرية الروسية في سوريا يلعب دوراً محورياً في احتواء النفوذ التركي، الذي تعتبره تهديداً محتملاً لأمنها.

ووفقاً للمصادر، ترى إسرائيل أن التعاون الروسي الإسرائيلي في هذا الملف يمكن أن يعزز استقرار المنطقة بشكل أكبر من أي سيناريو آخر.

تصريحات نتنياهو

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس تعليمات للجيش بحماية سكان جرمانا، جنوب دمشق، حسب ما أعلنه ديوان نتنياهو. في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة في دمشق بدوي انفجار وإطلاق رصاص في مدينة جرمانا في وقت متأخر من مساء اليوم السبت.

وقال ديوان نتنياهو إنه لن يسمح لما وصفه بـ”النظام الإسلامي المتطرف في سوريا” بالمساس بالدروز. وأضاف أنه سيضرب النظام السوري في حال مساسه بالدروز في جرمانا.

من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني للجزيرة بوجود توتر في مدينة جرمانا بريف دمشق، بينما نصب الأمن العام حواجز على جميع مداخل المدينة ومخارجها.

وقال المصدر إن التوتر الأمني سببه انتشار مسلحين في الطرقات وعلى أسطح البنايات، على خلفية مقتل عنصرين من الأمن الداخلي على يد مسلحين في جرمانا.

وأمهلت السلطات الأمنية السورية المسلحين في جرمانا 5 أيام لتسليم السلاح ورفع الحواجز، وأرسلت تعزيزات أمنية وعسكرية إلى المنطقة.

وأضاف المصدر أن مفاوضات تجري الآن بين وجهاء المدينة وإدارة الأمن العام بشأن تسليم السلاح الموجود في جرمانا وإنشاء نقاط أمنية داخلها.

مخاوف من الحكومة الجديدة في دمشق

أعربت إسرائيل عن قلقها العميق من الحكومة السورية الجديدة، التي ترى أنها قد تشكل تهديداً خطيراً في المستقبل. وأفادت المصادر أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن القوات السورية تحت القيادة الجديدة قد تشن هجمات ضد إسرائيل في يوم من الأيام، مما يستدعي تحركات دبلوماسية وعسكرية وقائية.

سياسة إسرائيل في سوريا: توازن دقيق بين القوى الإقليمية

تسلط هذه التطورات الضوء على استراتيجية إسرائيل المعقدة في سوريا، حيث تسعى لتحقيق توازن دقيق بين النفوذ الروسي والتركي، مع ضمان بقاء سوريا كدولة ضعيفة غير قادرة على تهديد أمنها القومي. وتواصل إسرائيل التنسيق مع الولايات المتحدة لضمان تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.

تداعيات التحركات الإسرائيلية على المنطقة

يأتي هذا الضغط الإسرائيلي في وقت حرج بالنسبة للمنطقة، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في سوريا. ومن المتوقع أن تترك هذه التحركات تأثيرات كبيرة على مستقبل الأوضاع في سوريا، وعلاقات إسرائيل مع كل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط