استياء شعبي واسع عقب الإفراج عن “المغني جمال عساف” الذي مجّد الأسد

159

أثار الإفراج عن المطرب الشعبي جمال عساف، المعروف بـ”المغني الشبيح”، غضبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والأهلية، عقب ظهوره في مقطع فيديو جديد ينكر فيه تورطه بأي انتهاكات بحق السوريين، ويشكر من ساعده في إطلاق سراحه.

وكان عساف قد اعتُقل قبل أسبوع على خلفية مواقفه السابقة الداعمة لنظام الأسد البائد، حيث اشتهر بأغانيه التي تمجّد ميليشيات الأسد، وتحرض على العنف ضد المدنيين، خاصة في إدلب ومناطق الشمال السوري المحرر.

من التشبيح للأسد إلى محاولة تبييض الصفحة

عُرف عساف بولائه المطلق لنظام الأسد قبل سقوطه، حيث كان يُطلق على نفسه “مطرب جيش بشار الأسد”، وقدم حفلات لموالين للنظام من بينهم المطربان حسام جنيد وعلي الديك، اللذان لعبا دورًا في دعم آلة النظام القمعية. كما اشتهر بأغانٍ تحريضية تدعو لاستخدام البراميل المتفجرة ضد المناطق المحررة، مثل أغنيته الشهيرة “ثورتكم ثورة أندال”، و”إدلب ستدفع الحساب”، والتي اعتُبرت خطاب كراهية صريحًا ضد السوريين.

اقرأ أيضاً: أندية عالمية تهنئ المسلمين بحلول رمضان

وبعد سقوط النظام، بدأ عساف بتغيير مواقفه، حيث ظهر مؤخرًا في مقطع فيديو يعلن دعمه للثورة السورية، مقدمًا اعتذارًا عامًا لـ”رجال الثورة”، إلا أن هذا التبدل لم يُقنع الجمهور، الذي وصف محاولاته بأنها تبييض للصفحة ونفاق سياسي، لا سيما أن سجله مليء بالتحريض والدعوة إلى إبادة المعارضين للأسد.

ردود فعل غاضبة ومطالب بالمحاسبة

لقي الإفراج عن عساف ردود فعل مستنكرة، حيث طالب ناشطون بعدم التساهل مع الشخصيات التي ساندت النظام وشاركت في التحريض على القتل، مؤكدين أن مجرد تغيير الخطاب بعد سقوط النظام لا يُعفي من المحاسبة.

وأشار ناشطون إلى أن ظاهرة “التكويع” – أي تغيير المواقف والانقلاب على الولاءات السابقة – باتت منتشرة بشكل ملحوظ بين الشخصيات الإعلامية والفنية التي كانت جزءًا من آلة الدعاية الأسدية. ولم تقتصر هذه الظاهرة على الأفراد، بل شملت شركات ومنصات إعلامية كانت جزءًا من المنظومة الاقتصادية للنظام، مثل “القاطرجي”، الذراع المالي للنظام، ومنصات إعلامية ترفيهية مثل “نيودوس”، التي كانت تعمل بغطاء الترفيه لكنها في الحقيقة روجت للنظام ودعمت جرائمه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط