ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا بمقطع مصور يظهر اعتداءً عنيفاً تعرض له طفل سوري على يد رجل في أحد قطارات “مترو” مدينة إسطنبول، مما أثار ردود فعل واسعة من قبل المسؤولين والأوساط العامة.
أظهرت اللقطات المتداولة الرجل وهو يضرب الطفل السوري الذي كان يبيع الحلوى في المترو، قبل أن يتدخل بعض الحضور لوقف الاعتداء. انتشر الفيديو بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع السلطات التركية إلى التحرك الفوري.
وفي تعليقه على الحادثة، أعلن وزير العدل التركي، يلماز تونتش، بدء مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقاً مع المشتبه به. وكتب تونتش على حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقاً) قائلاً: “من غير المقبول أبداً استخدام العنف الجسدي ضد الطفل، مهما كان السبب. كراهية الأجانب والعنصرية تتعارض تماماً مع قيمنا.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
من جانبه، كشف وزير الداخلية علي يرلي كايا عن إلقاء القبض على المعتدي واحتجازه بعد أن قامت فرق مديرية أمن إسطنبول بفحص مقاطع الفيديو المنتشرة.
وأكد كايا عبر تدوينة على “إكس” أن “الأطفال هم أبرأ الكائنات وأعظم ثرواتنا، ولا يمكن بأي حال قبول العنف ضدهم.”
بدورها، أدانت وزيرة العائلة والخدمات الاجتماعية ماهي نور أوزديمير الحادثة بشدة، وصرحت بأن “صور العنف ضد الطفل في مترو أنفاق إسطنبول غير مقبولة.”
وأكدت أن وزارتها ستشارك في العملية القانونية لضمان تنفيذ أقصى العقوبات بحق مرتكبي أعمال العنف ضد الأطفال الأجانب.
في السياق ذاته، أعرب رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة عن تضامنه مع الطفل وعائلته، مؤكداً متابعة القضية عن كثب مع السلطات التركية. وكتب البحرة على “إكس”: “نعبر عن كامل تضامننا مع الطفل وعائلته، ونثمن مواقف الإخوة الأتراك الذين تضامنوا بكل ود وأخوية مع الضحية، ونعبر عن تقديرنا لجهود السلطات التركية في مكافحة العنصرية وضمان العدالة.”
تجسد هذه الواقعة تزايد الوعي والاهتمام بقضايا العنصرية والعنف ضد الأجانب في تركيا، وتؤكد على الحاجة المستمرة لإجراءات وقائية وحاسمة لضمان حماية الأطفال وكافة الأفراد من مظاهر الكراهية والعنف.