التعليم العالي تعترف بجامعات الثورة

41

في خطوة لافتة على صعيد التعليم العالي في سوريا، أصدرت وزارة “التعليم العالي والبحث العلمي” في الحكومة السورية الانتقالية قائمة جديدة تضم الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا المعترف بها رسميًا. وقد حملت هذه القائمة أهمية خاصة لكونها شملت جامعات الثورة، التي تأسست في الشمال السوري بعد اندلاع الحراك الشعبي ضد النظام، ما يعزز شرعية هذه المؤسسات ويمنح طلابها أفقًا أكاديميًا أوسع.

قائمة الاعتراف: بين الجامعات الحكومية والخاصة

بحسب القائمة الصادرة عن الوزارة، تم الاعتراف بـ 11 جامعة حكومية و9 معاهد عليا و39 جامعة خاصة، موزعة في عدة مناطق سورية، مع التركيز على الجامعات التي نشأت في الشمال السوري المحرر. ومن أبرز الجامعات الخاصة التي نالت الاعتراف:

الدولية للعلوم والنهضة

الشام

باشاك شهير

الزهراء

آرام للعلوم

المعالي

السورية للعلوم والتكنولوجيا

الأمانوس

الرواد للعلوم والتقانة

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية السوري يشارك في “القمة العالمية…

وتتوزع هذه الجامعات بشكل رئيسي في ريفي حلب الشمالي والشرقي، حيث استقطبت آلاف الطلاب الذين اضطروا لمغادرة جامعات النظام السوري بسبب القمع والاستبداد.

ترحيب وانتقادات: الجامعات ترد على قرار الاعتراف

على إثر هذا القرار، أصدرت مجموعة من الجامعات المعترف بها بيانًا مشتركًا رحّبت فيه بهذه الخطوة التي تنصف مؤسساتها، لكنها في الوقت ذاته أعربت عن تحفظها تجاه الاعتراف ببعض الجامعات التي وصفتها بأنها “مشبوهة بالفساد المالي” أو محسوبة على رموز النظام المخلوع.

قرارات أخرى: إعادة الطلاب وإصلاح التعليم الجامعي

لم يقتصر عمل الوزارة على الاعتراف بالجامعات، فقد أصدرت سابقًا القرار رقم 92، الذي يسمح بعودة الطلاب المنقطعين عن دراستهم بسبب الظروف السياسية، كما قررت إلغاء العقوبات الصادرة بحق الطلاب في الجامعات الحكومية والخاصة، ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى إصلاح القطاع التعليمي.

معايير الاعتماد: رقابة على جودة التعليم الجامعي

أكد وزير التعليم العالي عبد المنعم عبد الحافظ أن الوزارة تسعى إلى رفع تصنيف الجامعات السورية عالميًا، مع تشديد الرقابة على الجامعات الخاصة، وخصوصًا تلك في الشمال السوري. ولهذا، أصدرت الوزارة تعميمًا يلزم الجامعات الخاصة بتقديم ملفات اعتماد أكاديمي ليتم تقييمها والتأكد من استيفائها للمعايير العلمية قبل منحها الاعتراف الرسمي.

وفي تصريح لاحق، أشار الوزير إلى أن الجامعات التي لم يتم اعتمادها في القائمة الحالية سيتم دراسة أوضاعها، مضيفًا أن الاعتراف بمؤسسات أكاديمية نشأت في ظل الثورة السورية هو انتصار للمسار التعليمي الحر، بعد سنوات من القمع الذي مارسه النظام على طلابها.

خاتمة: نحو مستقبل أكاديمي أكثر استقرارًا

يمثل هذا الاعتراف خطوة مهمة على طريق بناء نظام تعليمي مستقل، يمنح الطلاب السوريين في المناطق المحررة فرصة للحصول على شهادات معترف بها دوليًا، ويدفع بالجامعات السورية نحو معايير أكاديمية أكثر صرامة، ما يعزز مكانتها في المحافل العلمية. ومع استمرار الجهود لإصلاح قطاع التعليم العالي، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استقلالية الجامعات وجودة التعليم، بعيدًا عن أي تدخلات سياسية أو مالية مشبوهة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط