أنس اليوسف |
يعتمد سكان ريف إدلب في المرتبة الأولى على الزراعة، ثم تربية المواشي، وبحسب إحصائية أوردتها وزارة الزراعة والري في (حكومة الإنقاذ السورية) لصحيفة حبر، فإن “عدد المواشي من الأغنام والماعز والبقر في إدلب وريفها يقدّر بنحو ٣٦٩٣١٩رأسًا، وتحتل الأغنام المرتبة الأولى من بين المواشي بنحو٢٨٤٤٦١رأسًا، والماعز بنحو٦٢٥٢٢٥رأسًا، والأبقار بنحو ٢٢٣٣٣رأسًا”.
وتعدُّ قرية (حاج جمعة) الواقعة في سهل الروج في ريف إدلب الغربي مثالاً في اعتمادها الكبير على تربية المواشي.
صحيفة حبر زارت القرية لتسليط الضوء على مهنة تربية المواشي فيها، والوقوف على المشاكل التي يعانيها مربو المواشي.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأمريكي جو بايدن يصدر قراراً خاصاً بالسوريين
وقد التقينا (جمعة اليوسف) ٤٠ عامًا، رئيس المجلس المحلي للقرية، الذي أوضح لنا سبب اعتماد القرية على تربية المواشي قائلاً: “تعود أهمية تربية المواشي بأنواعها في القرية لطبيعتها الريفية ووقوعها على سفح الجبل، واتساع المراعي حول القرية أدى إلى ازدهار تربية المواشي فيها.”
وأكد (جمعة) أن “القرية تمتلك أكبر مساحة للمراعي من بين القرى المجاورة، وإذا حصلت على اهتمام في دعم تربية المواشي فإنها تستوعب ذلك وتستطيع مضاعفة الأعداد، ويُربي المزارعون في القرية الغنم والماعز والبقر، وتقدر الثروة الحيوانية في القرية ما يقارب 1000 رأس.”
وقد بيَّن (جمعة اليوسف) أهم سبب يعاني منه الأهالي في تربية المواشي في القرية، وهو صعوبة تأمين العلف للمواشي بعد ارتفاع أسعاره في الشمال المحرر.
المزارع (محمد) 50 عامًا، حدثنا عن أسعار الأعلاف بقوله: “أسعار الأعلاف صارت مرتفعة، فالكيلو غرام من العلف يقدر سعره بـ ربع دولار أمريكي، والمراعي غير كافية وبعيدة عن القرية، وبالتالي أصبحنا نقدم للمواشي نصف كمية العلف المطلوبة، وهذا ما انعكس سلبًا على إنتاجها”.
اقرأ أيضاً: هادي البحرة: اللجنة الدستورية في العناية المشددة بسبب نظام الأسد
وأضاف (محمد) أنه باع جزءًا من مواشيه لتأمين الأعلاف من السوق.
وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي تلقته العديد من المناطق في ريف إدلب من قبل المنظمات العاملة في الشمال المحرر دعمًا للثروة الحيوانية، إلا أن القرية لم تتلقَ أي دعم.
إن عدم تناسب أسعار الأعلاف مع منتجات الماشية كان من المشاكل التي تواجه المزارعين، وقد أشار إلى ذلك أحد مربو المواشي في القرية (قصي اليوسف) 33 عامًا، وذلك بقوله: “لا يوجد أي تناسب بين أسعار الحليب ومشتقاته وبين الأعلاف والتبن، والعمل صار أقرب إلى الخسارة.”
ورغم المناشدات الكثيرة التي قدمتها القرية للمنظمات الإغاثية من أجل تقديم الدعم أسوة بباقي المناطق، وإنقاذًا لمهنة القرية الأساسية في تربية المواشي، إلا أنها لم تستجب إلا بشكل بسيط، وتعليقلاً على هذا الأمر تحدث (جمعة اليوسف) قائلاً: “قمنا بمناشدة المنظمات الإغاثية لتقديم الدعم للقرية فلم تستجب لذلك إلا بتقديم الدعم اليسير، تجلى ببعض اللقاحات كالتسمم والجدري وغيرها”.
سبب تجاهل المنظمات الإغاثية دعم مربي المواشي في القرية
إن سبب تجاهل المنظمات الإغاثية الداعمة للثروة الحيوانية في (ريف إدلب) كمنظمة (شفق)، يعود كما أوضح لنا أحد كوادر المنظمات أن “المنظمات الإنسانية تَعُدُّ هذه قرية (حاج جمعة) تابعة لبلدة (ملّس) لصغرها، فيأتي الدعم إلى بلدة (ملّس)، دون القرى الصغيرة التابعة لها، ومنها (مزرعة حاج جمعة)”.
مضيفًا: “وذلك يرجع إلى إهمال من المجلس المحلي للقرية، كونه لا يرفع اسم القرية للمنظمات الإغاثية في اسم منفصل عن بلدة (ملّس)، ليتم دعم ثروة المواشي في القرية من أعلاف ولقاح وأدوية …إلخ “.
ويأمل مزارعو القرية تحسن الأوضاع التي تشكل عائقًا كبيرًا أمام استمرارهم في معيشتهم الأولى، وأن يجري تعاون أكبر ما بين المجلس في القرية، وبين المنظمات الإغاثية.