الدكتور جهاد الحجازي يتحدث لحبر عن نتائج الثانوية وإجراءات مستقبلية لتحسين التعليم

عبد الملك قرة محمد

1٬948

شهدت نتائج امتحانات الشهادة الثانوية في إدلب وريف حلب هذا العام نجاحًا بنسبة 40٪، وهي نسبة تعكس الجهود الكبيرة التي بذلها الطلاب والمعلمون في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة. بالرغم من الصعوبات التي واجهتها الوزارة في تنظيم وإجراء الامتحانات، إلا أن هذا النجاح يشير إلى تصميم وعزيمة الطلاب على تحقيق أهدافهم التعليمية.

وأجرت صحيفة حبر لقاء صحفياً مع الدكتور جهاد الحجازي وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة للحديث عن نتائج طلاب المرحلة الثانوية في إدلب وريف حلب.
ما هو تقييمكم العام لنتائج امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام في إدلب وريف حلب؟

“نتائج امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام في إدلب وريف حلب تعكس التحديات الكبيرة التي واجهها الطلاب والمعلمون في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها. نسبة النجاح البالغة 40٪ تشير إلى أن هناك جهودًا كبيرة بُذلت من قبل الطلاب لتحقيق النجاح على الرغم من الصعوبات. ومع ذلك، نحن ندرك أن هذه النسبة تستدعي منّا مضاعفة الجهود لتقديم الدعم اللازم للطلاب والمعلمين على حد سواء في المستقبل، لضمان تحسين جودة التعليم وزيادة معدلات النجاح في السنوات المقبلة.”

ما هي التحديات التي واجهتها الوزارة في تنظيم وإجراء الامتحانات في ظل الظروف الحالية؟

“واجهت الوزارة عدة تحديات كبيرة في تنظيم وإجراء الامتحانات في ظل الظروف الحالية. من أبرز هذه التحديات:
١. البنية التحتية: تعرضت العديد من المدارس والبنية التحتية التعليمية للضرر أو الدمار، مما استدعى توفير مراكز امتحانية بديلة وتجهيزها بشكل عاجل.
2. تطوّع نسبة كبيرة من المعلمين العاملين كمراقبين في الامتحان وكذلك المدرسين العاملين في مراكز التصحيح والعمل على إيجاد أجور بأدنى حدّ ممكن لتغطية العدد بشكل كامل.
رغم هذه التحديات، وغيرها من تحديّات بذلنا كل ما بوسعنا لضمان سير الامتحانات بشكل يحقق العدالة والموضوعية قدر الإمكان، ونعمل حاليًا على تقييم الوضع لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين العملية التعليمية في المستقبل.”

هل تم ملاحظة أي اختلافات في نسب النجاح مقارنة بالسنوات السابقة؟

“عند مقارنة نسب النجاح لهذا العام مع الأعوام السابقة، نلاحظ بعض التحسن في النتائج، خاصة في الفرع الأدبي. في العام الماضي، كانت نسبة النجاح في الفرع الأدبي 30٪، بينما ارتفعت هذا العام إلى 40٪. أما في الفرع العلمي، فقد حافظت النسبة على استقرارها عند 40٪.
هذا التحسن في الفرع الأدبي يعكس جهود الطلاب والمعلمين في تجاوز التحديات المستمرة، كما يعكس فعالية بعض التدابير التي اتخذتها الوزارة لدعم العملية التعليمية. ومع ذلك، نعتبر هذه النسب حافزًا لمواصلة العمل على تحسين الظروف التعليمية وتقديم المزيد من الدعم للطلاب في كل الفروع.”
ما هي الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لضمان نزاهة وشفافية الامتحانات؟
لضمان نزاهة وشفافية الامتحانات، قامت الوزارة باتخاذ مجموعة من الإجراءات الصارمة، منها:
1. مراقبة صارمة: تم تعزيز فرق المراقبة والإشراف في كافة المراكز الامتحانية لضمان الالتزام بالقواعد واللوائح الامتحانية، ومنع أي محاولات للغش أو التلاعب.
2. توزيع المراكز: تم توزيع المراكز الامتحانية بشكل مدروس لتقليل الازدحام وضمان توزيع عادل للطلاب، مع التأكد من تجهيز المراكز بكل ما يلزم لتوفير بيئة امتحانية مناسبة.
3. التصحيح المركزي: تم اعتماد التصحيح المركزي للأوراق الامتحانية، حيث يتم جمع الأوراق من جميع المراكز ونقلها إلى مراكز متخصصة للتصحيح، مما يضمن عدالة التقييم.
4. استخدام وسائل التكنولوجيا: تم تطبيق أنظمة مراقبة إلكترونية في بعض المراكز، مثل كاميرات المراقبة، لضمان الشفافية في سير الامتحانات.
5. التدقيق المستمر: تم تشكيل لجان لتدقيق النتائج قبل إعلانها، لضمان صحة النتائج ومطابقتها للمعايير المطلوبة.
هذه الإجراءات وغيرها تهدف إلى تعزيز الثقة في العملية الامتحانية وضمان حصول كل طالب على حقه دون أي تدخلات غير مشروعة.”

هل هناك خطط لتحسين العملية التعليمية في إدلب وريف حلب في المستقبل القريب؟
“نعم، لدينا خطط طموحة لتحسين العملية التعليمية في إدلب وريف حلب في المستقبل القريب. تشمل هذه الخطط عدة محاور رئيسية:
1. تطوير المناهج: سنعمل على تحديث وتطوير المناهج التعليمية لتكون أكثر ملاءمة للواقع الذي يعيشه الطلاب، مع التركيز على تطوير المهارات العملية والتفكير النقدي.
2. تدريب المعلمين: نخطط لتنفيذ برامج تدريبية مكثفة للمعلمين، لتمكينهم من استخدام أساليب تدريس حديثة وفعّالة، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
3. تحسين البنية التحتية: هناك توجه لإعادة تأهيل المدارس التي تضررت، وبناء مدارس جديدة في المناطق التي تحتاج إلى ذلك، لضمان توفير بيئة تعليمية مناسبة وآمنة.
4. توسيع الدعم النفسي والاجتماعي: سنركز على تقديم برامج دعم نفسي واجتماعي للطلاب لمساعدتهم في تجاوز الضغوط النفسية التي يواجهونها، وضمان استقرارهم النفسي خلال فترة دراستهم.
5. تعزيز استخدام التكنولوجيا: نعمل على توسيع نطاق استخدام التكنولوجيا في التعليم، من خلال توفير الأجهزة الإلكترونية وتدريب الطلاب والمعلمين على استخدامها، لتسهيل الوصول إلى المصادر التعليمية المختلفة.
هذه الخطط تمثل جزءًا من جهودنا المستمرة لتحسين العملية التعليمية، ونتطلع إلى تنفيذها في أقرب وقت ممكن بالتعاون مع كافة الجهات المعنية.”

كيف تم دعم الطلاب نفسياً وأكاديمياً خلال فترة الامتحانات؟

“تم دعم الطلاب نفسيًا وأكاديميًا خلال فترة الامتحانات من خلال عدة مبادرات. من أبرزها إقامة ندوات في مدرج دائرة الامتحانات، حيث تم تسجيلها وبثها عبر الإنترنت. خلال هذه الندوات، تم شرح طرق حل الأسئلة العامة وكيفية الإجابة بشكل أمثل، مما ساعد الطلاب على الاستعداد الجيد للامتحانات.
كما تضمنت الندوات تقديم تطمينات تهدف إلى تخفيف القلق والتوتر الذي قد يعاني منه الطلاب، مما أسهم في تحسين حالتهم النفسية. هذا الدعم كان ضروريًا لمساعدة الطلاب على التعامل مع الضغوط النفسية وتحقيق أداء أفضل في الامتحانات.
بالإضافة إلى ذلك، تم توجيه المعلمين لتقديم الدعم الأكاديمي المستمر للطلاب، سواء من خلال الدروس الإضافية أو توفير مراجعات نهائية شاملة، لضمان فهمهم للمناهج وقدرتهم على الإجابة بفعالية.”

ما هو دور الوزارة في توفير فرص التعليم العالي للطلاب الناجحين في هذه المناطق؟

“دور الوزارة في توفير فرص التعليم العالي للطلاب الناجحين في إدلب وريف حلب هو جزء أساسي من التزامنا بتطوير العملية التعليمية وضمان استمرارها. نحن نعمل على عدة محاور لتحقيق ذلك:

1. توسيع الفرص الجامعية: نسعى إلى التنسيق مع الجامعات المحلية العامة والخاصة لتوفير مقاعد للطلاب الناجحين من هذه المناطق، مع التركيز على التخصصات التي تلبي احتياجات السوق المحلي وتساهم في إعادة بناء المجتمع.
2. الدعم المالي والمنح الدراسية: الوزارة تعمل على توفير منح دراسية للطلاب المتفوقين والمحتاجين، سواء من خلال ميزانية الدولة أو بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، لتخفيف العبء المالي عن الطلاب وأسرهم.
3. التوجيه والإرشاد الأكاديمي: نحرص على توفير خدمات التوجيه الأكاديمي للطلاب لمساعدتهم في اختيار التخصصات التي تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم، وتوجيههم نحو الخيارات التي تضمن لهم مستقبلًا مهنيًا ناجحًا.
من خلال هذه الجهود، نهدف إلى ضمان أن يتمكن الطلاب الناجحون من متابعة تعليمهم العالي وتحقيق طموحاتهم، مما سيساهم في تنمية مجتمعاتهم وبناء مستقبل أفضل لهم ولبلدهم.”

هل هناك نية لتطوير المناهج الدراسية أو إدخال تقنيات تعليمية جديدة؟
“نعم، هناك نية جادة لتطوير المناهج الدراسية وإدخال تقنيات تعليمية جديدة. نحن ندرك أن المناهج الدراسية بحاجة إلى تحديث مستمر لتواكب المتغيرات العلمية والتكنولوجية، وتلبية احتياجات الطلاب في هذا العصر.
فيما يتعلق بتطوير المناهج:
نحن نعمل حاليًا على مراجعة شاملة للمناهج الدراسية، بهدف جعلها أكثر تفاعلية وملاءمة للواقع الذي يعيشه الطلاب. نركز على تعزيز المهارات الأساسية مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، بالإضافة إلى تحديث المحتوى ليشمل موضوعات حديثة ومهمة.
فيما يتعلق بالتقنيات التعليمية:
نعمل على إدخال تقنيات تعليمية جديدة مثل التعليم الإلكتروني والتفاعلي، واستخدام الوسائط المتعددة في شرح الدروس. كما ندرس إمكانية توسيع استخدام التعليم عن بعد، وتوفير منصات إلكترونية تتيح للطلاب الوصول إلى مصادر تعليمية إضافية، وتوفير تدريب مستمر للمعلمين على استخدام هذه التقنيات بفعالية.
هذه الخطط تهدف إلى تحسين جودة التعليم وزيادة تفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي، مما سيسهم في رفع مستوى التحصيل العلمي ويجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية وفعالية.”
كيف تقيّمون التعاون بين الوزارة والمؤسسات التعليمية المحلية في إدلب وريف حلب؟
“نحن نقيّم التعاون بين الوزارة والمؤسسات التعليمية المحلية في إدلب وريف حلب بشكل إيجابي للغاية. مديريات التربية التي تتبع بشكل مباشر لوزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ السياسات التعليمية على الأرض.
التنسيق بين الوزارة وهذه المؤسسات يتم على أعلى المستويات، مما يضمن تذليل العقبات التي تواجه العملية التعليمية. هذا التعاون الوثيق يتيح لنا مواجهة التحديات المشتركة بفعالية، سواء من خلال تحسين البنية التحتية التعليمية، أو توفير الدعم اللازم للمعلمين والطلاب، أو تطوير المناهج.
بفضل هذا التعاون، استطعنا تحقيق تقدم ملموس في تقديم خدمات تعليمية أفضل على الرغم من الظروف الصعبة، ونحن ملتزمون بمواصلة هذا النهج لضمان مستقبل تعليمي أفضل في إدلب وريف حلب.”
ما هي رسالتكم للطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح هذا العام؟
“أود أن أوجه رسالة تشجيع ودعم إلى الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح هذا العام. أؤكد لهم أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو فرصة للتعلم والنمو. كل تحدٍ يواجهه الإنسان يمكن أن يكون بداية لنجاح قادم إذا تم التعامل معه بإيجابية.

حن ندرك أن هذه الفترة قد تكون صعبة، ولكننا نشجعكم على استغلال الوقت في تحسين مهاراتكم ومعرفتكم، ومراجعة ما تعلمتموه لتعزيز أدائكم في المستقبل. لا تدعوا الإحباط يثنيكم عن تحقيق أهدافكم، بل استخدموه كحافز للمضي قدمًا.
الوزارة وكافة المؤسسات التعليمية مستعدة لدعمكم في كل خطوة، ونحن على ثقة بأن بإمكانكم تجاوز هذه العقبة والوصول إلى النجاح الذي تطمحون إليه. استمروا في العمل الجاد والإيمان بقدراتكم، فالمستقبل أمامكم واعد.”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط