الطائرات المسيرة الأمريكية تكثف مراقبتها للحدود العراقية السورية

743

أفادت مصادر أمنية عراقية بتكثيف الطائرات المسيرة الأمريكية نشاطها على الحدود بين العراق وسوريا، في إطار مراقبة ورصد تحركات الميليشيات الموالية لإيران، وخاصة عمليات نقل الأسلحة والمقاتلين بين البلدين. يأتي هذا التصعيد في النشاط الأمريكي بالتزامن مع استمرار التوترات العسكرية في عموم منطقة الشرق الأوسط، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحديد مواقع الفصائل المسلحة التي تنشط في المنطقة الحدودية.

وبحسب مسؤول أمني عراقي تحدث لموقع “العربي الجديد”، فإن الهدف من هذه الأنشطة هو فرض نوع من “الحظر الأمريكي” على الفصائل العراقية التي تدعم “حزب الله” اللبناني أو التي تخطط لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأضاف المسؤول أن أنشطة نقل الأسلحة من العراق إلى سوريا قد تراجعت في الآونة الأخيرة، وهو ما قد يكون نتيجة للضغط الأمريكي المتزايد.

وأكد المسؤول الأمني أن الطائرات المسيرة الأمريكية تسعى إلى الكشف عن مواقع انطلاق الهجمات الموجهة ضد القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، مما يفسر سبب تحول الفصائل العراقية إلى إطلاق الطائرات المسيرة في ساعات الليل فقط، لتفادي الكشف عن مواقعها خلال النهار.

كما أفادت المصادر الأمنية أن الطائرات الأمريكية المسيرة تغطي مناطق واسعة تشمل مدينة الرمادي والمناطق الغربية، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية. وتعمل الطائرات على مراقبة الحدود والقوافل المتجهة نحو الأراضي السورية، التي يُعتقد أنها قد تحمل أسلحة أو مقاتلين تابعين لميليشيات عراقية.

في إطار تعزيز إجراءات الأمن على الحدود، كانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت عن بدء تنفيذ مشروع ضخم لترسيخ التحصينات على الحدود مع سوريا، يتضمن نصب 100 كم من الجدران الكونكريتية. وقد جاء هذا المشروع كجزء من الإجراءات الأمنية التي تهدف إلى تأمين الحدود ومنع عمليات التسلل، سواء من قبل الإرهابيين أو الميليشيات المسلحة. وأوضحت الوزارة أن مشروع الجدار، إلى جانب التحصينات الأخرى مثل كاميرات المراقبة الحرارية والخنادق، قد أسهم بشكل كبير في تعزيز ضبط الحدود العراقية السورية، وهو ما وصفته بأنه “ضبط لم يشهد له مثيل طوال تاريخ الدولة العراقية”.

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية الإسرائيلي: الشعب الكردي حليف طبيعي لنا

من جهة أخرى، أعرب مراقبون عن قلقهم من التداعيات الإنسانية في المنطقة، خاصة بعد إعلان وصول نحو خمسة آلاف لبناني هاربين من العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى العراق. وأشاروا إلى أن هذا الوضع قد يُستغل من قبل بعض الجهات، مما قد يؤدي إلى محاولات تسلل عبر الحدود بين العراق وسوريا.

وتعتبر الحدود بين العراق وسوريا منطقة حساسة، إذ كانت في السنوات الماضية نقطة عبور لعناصر تنظيم “داعش” بين البلدين. وفي ضوء هذه المخاوف، قامت وزارة الداخلية العراقية في الأعوام الأخيرة بتعزيز تواجد قوات حماية الحدود، حيث تم نصب مخافر ونقاط تفتيش جديدة على طول الحدود. كما خصص مجلس الوزراء العراقي في عام 2023 مبلغ 10 مليارات دينار عراقي لتعزيز أمن الحدود ومنع أي تسلل غير قانوني.

هذا التصعيد في الأنشطة الأمنية، سواء عبر الطيران المسير الأمريكي أو الإجراءات العراقية لتأمين الحدود، يعكس استمرار القلق من النشاطات العسكرية التي تُنفذها الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة، ويعكس أيضاً تعقيد الوضع الأمني في الحدود العراقية السورية في ظل التطورات الإقليمية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط