المعابر.. تعويم الجزار وتعزيز المكاسب

غسان الجمعة

0 452

غسان الجمعة

لم تنجح كل من روسيا والنظام السوري بفتح المعابر مع مناطق المعارضة في إدلب وحلب، لاصطدامها بإهمال تركي بالرد على ما أسمته روسيا “مقترحًا” دون أي تعليق إضافي، واصطدامها برفض شعبي لمسرحية المعابر الإنسانية من قِبل السوريين الذين أذاقتهم روسيا والأسد ويلات القصف والتهجير، ليتم تعقبهم اليوم بازدواجية سادية غاياتها سياسية واقتصادية تحت عناوين وشعارات تتناقض في معانيها وسياسة الأرض المحروقة التي شقوا من خلالها طريقهم لنقطة معابرهم المتأنسنين على أبوابها اليوم.

روسيا والنظام السوري، وعقب ما قاموا به من حملات قصف وتصعيد على المناطق المحررة، يصرون على فتح المعابر لتحقيق جملة من المكاسب على رأسها احتكار تنظيم المساعدات الأممية وتلقيها من خلال البدء بالتمهيد لخطوة تكتيكية مرحلية تقتضي ترسيخ وجود معابر فعَّالة بين مناطق المعارضة ومناطق النظام السوري، بحيث تكون دمشق هي مفتاح كل سنت وحبة أرز يمكن تخصيصها عمومًا للشعب السوري، وتكمن خطورة هذه الخطوة في تحكم القبضة الأمنية للنظام السوري في هذه المساعدات، والشواهد عن ذلك كثيرة عندما حاصرت قوات النظام المدنيين في مناطق ما يعرف بخفض التصعيد، حيث كانت تمنع و تسرق المساعدات، وفي أحسن أحوالها تُلوث أو يتم إفسادها عن عمد.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

من جانب آخر ستتخلص روسيا وحليفها الأسد من معبر باب الهوى كونه معبرًا إنسانيًا ومنفذًا للسوريين مع العالم الخارجي، وتضع بدلاً عنه معابرهم التي يروجون لها اليوم، ولا سيما وأن مدة التمديد الأخيرة لاعتماده معبرًا إنسانيًا تنتهي منتصف شهر تموز، ومن المتوقع أن تتعنت روسيا في مجلس الأمن بشكل أكبر عمَّا حدث في العام السابق عندما اشترطت معبرًا واحدًا وأغلقت باقي المعابر المعتمدة التي تقع خارج سيطرة النظام السوري.

اقرأ أيضاً: أول تعليق من الحكومة المؤقتة على أنباء فتح معبر مع نظام الأسد

وفي وجه آخر يفسر الرغبة الروسية لفتح معابر مع مناطق المعارضة تنشيط الحركة التجارية بشكل رسمي وأكبر مع مناطق سيطرة الأسد التي تعيش أزمة خانقة وعجزًا في تلبية احتياجات السوريين، خاصة بعد أن انضمت لبنان بجهود الأسد لنادي الطوابير، حيث كانت الأخيرة تسدُّ رمق السوق السورية نوعًا ما.

كما أن روسيا بهذه المساعي لن تدخر جهدًا في عرض الواقع الذي رسمته بأحلامها أمام المتمسكين بقانون قيصر لتبرهن وقتها ادعائها الموجَّهة ضد قانون قيصر، ولتظهر للعالم أن الأسد مقبول في بلده، والمعارضة السورية هي أول من يتعاون معه اقتصاديًا.

بل إن السعي الروسي لفتح هذه المعابر يهدف لتهيئة الظروف على الأرض، حيث تفترضها مسرحية انتخابات الأسد، لا سيما مع استمرار موسكو بموقفها بدعم ترشح الأسد مجددًا.

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط