الوسط الفني السوري يطالب بتجريم إنكار جرائم الأسد

سلاف فواخرجي
182

تصاعدت ردود الفعل الغاضبة في الوسط الفني السوري بعد التصريحات الأخيرة للممثلة سلاف فواخرجي، التي أنكرت فيها جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، بما في ذلك مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية عام 2013. ودعا فنانون معارضون للنظام، وعلى رأسهم جهاد عبده، عبد الحكيم قطيفان، ويارا صبري، إلى محاسبة منكري الإبادة وتجريمهم، مشددين على ضرورة الاعتراف بالانتهاكات كخطوة أساسية لتحقيق العدالة والمصالحة.

جهاد عبده يطالب بتجريم إنكار الإبادة في سوريا

في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على إنستغرام، قال الفنان جهاد عبده: “باسم الشعب السوري، أطالب بتجريم إنكار الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت في سوريا، ومحاسبة كل من ينكر الجرائم التي شملت الترهيب، والتعذيب، والتشريد بحق الملايين من أبناء شعبنا السوري”.

كما شدد على ضرورة تجريم أي إساءة إلى رموز الثورة السورية، مثل مي سكاف، فدوى سليمان، حمزة الخطيب، غياث مطر، الدكتور عبد العزيز الخير، وزكي كورديلو، وغيرهم ممن دفعوا حياتهم ثمنًا لمطالبتهم بالحرية والكرامة.

وأضاف عبده أن تحريف الحقائق التاريخية وإنكار الفظائع الموثقة لن يؤدي إلا إلى تعزيز الانقسام وزيادة معاناة الضحايا الذين لا يزال ذووهم يبحثون عن رفاتهم.

سلاف فواخرجي تروج لرواية النظام وتنكر مجازره

أثارت الممثلة سلاف فواخرجي جدلًا واسعًا بتصريحاتها التي أدلت بها خلال مقابلة إعلامية، حيث أنكرت وقوع مجزرة الكيماوي في الغوطة، واعتبرت أن أرقام الضحايا والمعتقلين مبالغ فيها، كما وصفت الحديث عن براميل الأسد المتفجرة بأنه مجرد “مبالغات إعلامية”.

كما كشفت سلاف فواخرجي أنها التقت بشار الأسد أربع مرات، واصفة إياه بأنه “رجل شريف ومحترم”، وأضافت: “أنا متمسكة بموقفي تجاه الأسد حتى يظهر العكس”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

وعلّقت على الجرائم التي ارتكبها النظام بقولها إن “الرئيس لا يعرف ما يفعله الرجال من حوله”، وهو ما اعتبره ناشطون محاولة مكشوفة لتبرئة الأسد وتحميل المسؤولية لمحيطه.

عبد الحكيم قطيفان يدعو لعزل الممثلين الموالين للأسد من نقابة الفنانين

بدوره، طالب الفنان عبد الحكيم قطيفان بطرد الفنانين الموالين للنظام من نقابة الفنانين السوريين، مشيرًا إلى أن دعمهم لنظام متورط بجرائم حرب يتعارض مع القيم الأخلاقية والمهنية للفن.

وقال قطيفان: “لا يمكن للفن أن يكون منصة لتبرير الإجرام، ولا يمكن لمؤسسة كنقابة الفنانين أن تضم من يبررون أو يبرئون نظامًا قتل وشرد ملايين السوريين”.

وأكد أن وجود شخصيات موالية للنظام داخل النقابة يرسّخ ثقافة الإفلات من العقاب، داعيًا إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه الوسط الفني والفنانين الذين استغلوا شهرتهم للتغطية على جرائم الأسد.

يارا صبري تستذكر مي سكاف وتهاجم منكري الجرائم

في السياق ذاته، نشرت الفنانة السورية يارا صبري منشورًا عبر فيسبوك، استذكرت فيه الممثلة الراحلة مي سكاف، وكتبت: “سلام لروحك الحرة يا مي سكاف، اسمك مكتوب بحروف من ذهب لآخر الزمن. يا ابنة سوريا العظيمة… سلام”.

اقرأ أيضاً: الأردن يعفي الشاحنات السورية من الرسوم دعماً للتجارة

وجاء تعليقها ردًا على تصريحات فواخرجي التي نفت تعرض مي سكاف للاعتقال والتعذيب على يد النظام، رغم الشهادات العديدة التي أكدت خلاف ذلك.

فواخرجي.. مناصرة الأسد حتى اللحظة الأخيرة

عرفت سلاف فواخرجي بمواقفها المتشددة في دعم نظام الأسد، حيث كرّست حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتأييد جيشه وميليشياته، وكتبت في ديسمبر الماضي: “نحن جيش خلفكم”، في إشارة إلى تأييدها للعمليات العسكرية التي نفذها النظام ضد المعارضة.

ومع سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، حاولت فواخرجي تغيير خطابها، حيث نشرت منشورًا قالت فيه: “طلب مني البعض حذف صوري، لكن إن مسحتها هل ستُنسى؟ وهل سأتبرأ منها؟ شكرًا لحقن الدماء”.

إلا أن هذه المحاولة قوبلت بسخرية واسعة، حيث اعتبرها ناشطون محاولة متأخرة للتنصل من مواقفها السابقة.

دعوات لمحاكمة فواخرجي بتهمة تبرير الجرائم

بعد تصريحاتها المثيرة للجدل، تصدر وسم “محاكمة سلاف فواخرجي” مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب آلاف السوريين بمحاكمتها بتهمة تبرير جرائم حرب والترويج لنظام مجرم.

وأكد ناشطون أن المجتمع الدولي ملزم بمحاكمة جميع المتورطين في دعم نظام الأسد، سواء كانوا سياسيين أو فنانين، لأن تغطية الجرائم لا تقل خطورة عن ارتكابها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط