حذر النائب اللبناني بلال الحشيمي من تداعيات دعوات وجهت إلى وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي لعدم السماح بتسجيل أطفال اللاجئين السوريين المخالفين في المدارس اللبنانية.
واعتبر الحشيمي أن هذا القرار “سيؤدي إلى كارثة اجتماعية على المدى الطويل” بتحويل هؤلاء الأطفال إلى “مجرمين وسارقين ومتعاطين ومروجين ومخربين وإرهابيين”.
وأكد الحلبي على أن “الشرائع الدولية حفظت حق الأطفال في التعليم نظراً لأهمية هذا الأمر وانعكاسه على فئات المجتمع”، داعياً إلى “عدم التصرف بانفعالية وعصبية في هذه المسألة”، التي تتطلب “روية وعقلانية” لحلها بطريقة “لا تجلب الكوارث والمصائب على لبنان”.
اقرأ أيضاً: انتقادات واسعة لإعلان بيبسي الجديد..خليك عطشان يشعل الجدل
وفي نوفمبر 2023، أفادت وسائل إعلام لبنانية أن وزارة التربية اللبنانية توصلت لاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يتيح بدء تدريس الطلاب السوريين في الفترة المسائية بلبنان، بعد تأخير لأشهر بسبب خلافات حول آلية التمويل. وبحسب المصادر، رفضت “يونيسف” زيادة ميزانية تعليم الطلاب السوريين التي تبلغ نحو 39 مليون دولار، لكنها وافقت على رفع مساهمتها لصندوق الأهل في المدارس الرسمية للطلاب اللبنانيين.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد طالبت السلطات اللبنانية بإسقاط القيود “غير المبررة” التي منعت الأطفال السوريين من الحصول على التعليم. وانتقدت المنظمة إغلاق وزارة التعليم اللبنانية فصول المناوبة الثانية للأطفال السوريين على الرغم من توفر تمويل المانحين لهم.
وحذر بيل فان إسفلد، المدير المساعد لحقوق الطفل في “هيومن رايتس ووتش”، من أن إغلاق المدارس في لبنان دفع أكثر من مليون طفل سوري ولبناني إلى حافة الهاوية، مشيراً إلى ضرورة التوصل لاتفاق يفتح المدارس دون انقطاع لتجنب كارثة في مجال حقوق الأطفال.
وكشف استبيان أرسل إلى مديري مدارس لبنانية خاصة بالطلاب السوريين عن توجه 99% من تلك المدارس إلى الامتناع عن تسجيل الطلاب السوريين في محاولة للضغط على المانحين الدوليين للاستجابة لمطالبهم. واعتبر موقع “المدن” أن الامتناع عن التصويت احتسب كموافقة على عدم تسجيل الطلاب السوريين، مشيراً إلى أن الاستبيان قد يستخدمه وزير التربية عباس الحلبي في مفاوضاته مع “يونيسف” والمانحين الدوليين للحصول على التمويل المطلوب لإطلاق العام الدراسي.
من جانبه، عبر حسام الغالي، المدير العام لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، عن استغرابه من الحملة ضد الطلاب السوريين قبيل بدء العام الدراسي الجديد، معتبراً أن تناول الموضوع بطريقة “عنصرية” يشكل تهديداً كبيراً للتعليم في لبنان وللأطفال السوريين على وجه الخصوص، الذين قد يواجهون مستقبلاً قاتماً في ظل عدم تلقيهم التعليم اللازم.
وتتزامن هذه التطورات مع مواصلة الحكومة اللبنانية، بدفع من تيارات مقربة من نظام الأسد وميليشيا “حزب الله”، ممارساتها بحق اللاجئين السوريين بهدف التضييق عليهم ودفعهم للعودة قسرياً إلى مناطق النظام في سوريا، ضمن خطة معدة لإعادتهم تدريجياً.