عبد الحميد حاج محمد
شهدت منطقة إدلب عمومًا وجبل الزاوية خصوصًا خلال اليومين الماضيين انتفاضة شعبية أُطلق عليها اسم (انتفاضة جبل الزاوية)، بعد المجازر التي ارتكبتها قوات الأسد وروسيا بحق الأهالي في المنطقة.
وجاءت الانتفاضة بعد استمرار التصعيد العسكري ووقوع عدة مجازر في جبل الزاوية، وسط صمت تركيا وفصائل الثوار عن المجازر التي ترتكبها روسيا، وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
الناشط الإعلامي وأحد أبناء جبل الزاوية (أحمد رحال) يقول لحبر: “إنه وسط التصعيد المستمر والمجازر التي وقعت كان لأهل جبل الزاوية موقفًا وكلمة تجاه ما يحصل، بداية الأمر كان التصعيد عبر بيان مرئي، كان فيه خطاب موجه للقوات التركية والفصائل الثورية، إن لم تتوقف عمليات التصعيد العسكري والقصف والرد بقوة على قوات العدو، فإنه سيكون لأهالي جبل الزاوية شأن آخر، وفعلاً هذا ما حدث.”
وأضاف أنه بعد البيان الذي أصدره أهالي الجبل وقعت مجزرة (إبلين) بجبل الزاوية، ومن هنا كان الجبل مع موعد الانتفاضة الشعبية الحقيقية وهي ناتجة عن احتقان دام شهرًا ونصف.
وخرج المئات من أهالي جبل الزاوية إلى الشوارع غاضبين خلال اليومين الماضيين (الخميس، الجمعة)، وتظاهر العديد منهم أمام النقاط التركية الموجودة في الكثير من قرى وبلدات جبل الزاوية منها، (كنصفرة، وبليون، والبارة، وابديتا، وتل النبي أيوب، ومعترم) وغيرها.
اقرأ أيضا: باسم المساواة بين الجنسين ظلم مجتمعي في الشمال السوري
وقام الأهالي بإشغال الإطارات أمام هذه النقاط معبرين عن غضبهم، واستيائهم، وهتفوا عدة هتافات مطالبين القوات التركية بتحمل مسؤولياتها ووعودها للأهالي بحمايتهم والدفاع عنهم.
ويشير رحال في حديثه إلى أن منطقة جبل الزاوية اليوم فيها مايقارب 80 بالمئة من سكان الجبل، إضافة إلى عدد كبير من المهجرين، وجميعهم معرضون للقصف والاستهداف.
ويرى أن شدة وتيرة الانتفاضة وغضب الشعب مرتبط بمدى استجابة القوات التركية ومدى استجابة الفصائل لمطالب الشعب، ومرتبطة بحجم التصعيد الذي تتعرض له المنطقة من قبل الميلشيات.
ويوم أمس الجمعة خرج أهالي جبل الزاوية في اعتصام أمام القاعدة العسكرية في بلدة (معترم)، التي تعدُّ القاعدة المسؤولة عن القوات التركية جنوب إدلب، للمطالبة بوضع حدٍّ للانتهاكات التي ترتكبها قوات الأسد في جبل الزاوية.
يقول (محمد فتح الله) أحد أبناء جبل الزاوية المشاركين في الاعتصام: إنهم توجهوا بأعداد كبيرة من جبل الزاوية وباقي المناطق تضامنًا مع أهالي جبل الزاوية إلى نقطة (معترم) الواقعة بالقرب من مدينة أريحا، وذلك لنقل الرسالة للجانب التركي الذي يعدُّ ضامنًا.
مضيفًا أن الأهالي تقدموا بعدة طلبات للقوات التركية المجودة في القاعدة العسكرية بأنهم يريدون أن يكون هناك أجهزة تشويش على طائرات الاستطلاع التي تعيق حركة المدنيين وتجعلهم عرضة للاستهداف، وطالبوا بالرد بالمثل على مواقع العدو، إضافة إلى مطالبهم بفتح الجبهات وعودة المعارك وتحرير المناطق المحتلة.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
من جانبه يرى (ساري الرحمون) من مهجري ريف إدلب الجنوبي وأحد المشاركين في الانتفاضة، أنه يجب تحريك الفصائل الثورية للرد على المجازر التي تقع بشكل يومي في منطقة جبل الزاوية، إضافة إلى المطالبة بفتح المعارك مع نظام الأسد وتحرير المناطق المحتلة.
يذكر أن الانتفاضة جاءت في أوقات عصيبة تشهدها منطقة إدلب، حيث تستمر روسيا وقوات الأسد في قصفهم على ريف إدلب، ويتخوف الأهالي من شن حملة عسكرية جديدة تودي إلى قضم مناطق جديدة.