جمع الكوينزات.. فرصة عمل سائدة تصطدم بفتاوى تحريمها

حسن كنهر الحسين

0 1٬890

 

يتناوب (خليل) بما لديه من حسابات في دخول غرف الدردشة المختصة بتطبيق (يلا لايف شات) لكسب أكبر عدد ممكن من الهدايا التي يتم توزيعها من قبل المشرفين في تلك الغرف.

الكوينزات تعني: القطع النقدية، وهي عبارة عن عملة إلكترونية رمزية خاصة ببعض التطبيقات يتم توزيعها في غرف الدردشة الجماعية، وهي عملة قابلة للبيع والشراء ضمن نطاق البرنامج الذي يقوم بتوزيعها والمسمى بـ (يلا لايف)، الذي يعدُّ أحد تطبيقات الدردشة التي باتت فرصة عمل للكثير من الأهالي، من خلال إنشاء عدد من الحسابات من قبل المستخدمين الذين يعمدون إلى إدخالها تلك الغرف، حيث يعمل المشرفون في تلك الغرف أو الكروبات على توزيع الهدايا أو القطع النقدية الوهمية على الموجودين في الغرفة بهدف جذب المستخدمين إلى غرفهم، ويسارع المستخدم مع بدء توزيع الهدايا على إدخال كافة حساباته الى تلك الغرفة التي تقوم بالتوزيع للحصول على أكبر قدر ممكن من الهدايا وجمعها.

لمتابعة الأخبار السياسية والمنوعة اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

يقول (عبد الله): “إن الكوينزات باتت فرصة عمله الوحيدة، حيث عمد إلى شراء ثلاثة أجهزة وقام بإدخال حسابات وهمية على تلك الأجهزة واضحة وظيفته ملاحقة غرف الدردشة التي يتم توزيع الهدايا فيها، حيث يجني من خلال تلك الهدايا وبيعها قرابة المئة دولار يستطيع من خلالها سد نفقاته هو وعائلته.

اقرأ أيضاً:  نظام الأسد يحتفل مع محتل جديد بجلاء سابق وموجة غضب للسوريين

تختلف قيمة الهدايا التي يتم توزيعها على المستخدمين بحسب نوع الهدية وشكلها فمجمل الهدايا، هي عبارة عن ملصقات بأشكال مختلفة، حيث تساوي قيمة الوردة الحمراء ست كوينزات، وتساوي قيمة الوردة الزرقاء تسع وأربعون كوينزة، وتساوي قيمة المصاصة ثلاث كوينزات، كما تساوي قيمة اليخت ألف وتسعمئة وتسع وتسعون كوينزة، والسيارة ألف وستمئة وتسع وتسعون، والمفرقعات ألف ومئة وتسع وتسعون، والآيفون أربعمئة وتسع وتسعون، والنرجيلة والفنجان تسع وعشرون، حيث يتم توزيع تلك الهدايا على الأعضاء من قبل المشرفين، فيما تحصل الشركة على ثلثي قيمة تلك الهدايا وتقوم بإعطاء المشتركين ثلث قيمتها.

يتم بيع الكوينزات التي يتم جمعها من قبل المستخدمين للوكلاء الموجودين في الشمال السوري، وبحسب (عبد الرحمن العبدو) أحد الوكلاء، فإنه يتم إعادة شحن الكوينزات التي يتم شراؤها من قبل المستخدمين للشركة والذين بدورهم يقومون بإعادة بيعها للمستخدمين ومشرفي الغرف، ويتراوح سعر الألف كوينزة التي يتم شراؤها من المستخدمين بمبلغ يتراوح بين الثلاثة والنصف والأربعة دولار.

ما رأي الشرع بهذا العمل؟

اختلفت آراء رجال الدين في شرعية الكوينزات، فبعضهم أباحها ضمن ضوابط من منطلق الضرورات تبيح المحظورات، خاصة مع انعدام فرص العمل ولجوء الكثير من المعيلين لها كفرصة عمل.

وأغلبهم أفتى بحرمة العمل بها وأدرجها ضمن أبواب الكسب الحرام وغير المشروع، والذين كان آخرهم المجلس الأعلى للإفتاء الذي أفتى بتحريمها لعدة أسباب أدرجها ضمن بيانه، ومن أبرز تلك الأسباب كما وردت في البيان: “تحتوي الكوينزات على عدد من المنكرات والمحظورات الشرعية، ومنها اشتمال تلك الغرف التي يجمع منها ما يسمى بالكوينزات على أمور تنافي الأخلاق كالكلام الخادش للحياء بين النساء والرجال والصور المخلة والكلام البذيء والموسيقا، وأيضًا كونها بيئة خصبة لتصيد النساء من قبل الفسقة والمجان ومرضى القلوب، أيضًا اشتمال ذلك التطبيق الذي يتم من خلاله الحصول على الكوينزات على بعض خصائص القمار والميسر كما فيما يسمى حفلة الفاكهة، بالإضافة إلى الغش والتحايل من قبل المستخدمين عبر إنشاء عدة حسابات على هاتف واحد وإدخالها تلك الغرف على أنها مستخدمين للحصول على أكبر قدر من الهدايا، كذلك تشجيع أصحاب تلك التطبيقات على مزيد من إفساد الناس ونشر الفواحش بين المسلمين.”

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط