حبوب الغاز.. خطر قاتل يتطلب ضبطاً صارماً في شمال غربي سوريا

46

باتت حبوب الغاز، التي تُعرف علمياً بـ”فوسفيد الألمنيوم”، سلاحاً صامتاً يحصد الأرواح في مناطق شمال غربي سوريا، حيث توثق الأرقام المتزايدة استخدامها كوسيلة للانتحار، مما يثير قلقاً واسعاً بين الأوساط الإنسانية والطبية.

خلال عام 2023، رصد فريق “منسقو استجابة سوريا” 81 محاولة انتحار في المنطقة، منها 44 حالة أودت بحياة الضحايا. وأوضح مدير الفريق، محمد حلاج، في تصريح سابق أن 37 حالة موثقة تم فيها استخدام حبوب الغاز، مشيراً إلى أن المنتحرين يختارونها لأنها متوفرة وتُعتبر طريقة سهلة وسريعة لإنهاء الحياة.

الاستخدام الزراعي والحاجة للضبط

تُستخدم حبوب الغاز كمبيد للحشرات والقوارض في الحقول الزراعية والمستودعات، حيث تطلق غاز الفوسفين السام عند تعرضها للهواء أو الرطوبة، مما يجعلها فعالة في قتل الآفات. ومع ذلك، فإن سهولة تداولها وغياب الرقابة الصارمة على استخدامها فتح المجال أمام استغلالها في أغراض مأساوية.

اقرأ أيضاً: يوم الطفل العالمي يبرز مواهب الأطفال في شمال غرب سوريا

أكدت السلطات الزراعية في المناطق المحررة أن بيع هذه المادة واستخدامها يقتصر حصرياً على مكافحة آفة فأر الحقل وتعقيم المستودعات الزراعية، ولا يتم ذلك إلا بموجب كتاب رسمي موقّع ومختوم من الدوائر الزراعية المعنية. وشددت على أن المخالفين سيواجهون المساءلة الشرعية والقانونية.

مخاطر الفوسفين على الصحة العامة

حبوب الغاز تشكل خطراً كبيراً حتى عند الاستخدام الزراعي الصحيح، حيث يتعين على العمال ارتداء أقنعة واقية أثناء التعامل معها لتجنب تأثيراتها السامة على العيون والجهاز التنفسي. وأي تعرض غير مدروس لهذه المادة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

الحاجة إلى التوعية والضوابط

يشدد الخبراء على ضرورة تكثيف الجهود للحد من استخدام هذه المادة في غير الأغراض المخصصة لها، من خلال توعية الأهالي حول مخاطرها وتعزيز الرقابة على بيعها وتداولها. كما تُطالب المنظمات الإنسانية بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد للحد من ظاهرة الانتحار المتزايدة.

حبوب الغاز ليست مجرد أداة زراعية، بل أصبحت رمزاً مأساوياً للمعاناة الإنسانية التي تتطلب حلولاً عاجلة وشاملة على المستويات كافة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط