تسعى مديرية النقل التابعة لحكومة الإنقاذ في محافظة إدلب لتفعيل خطوط المواصلات بين جميع المدن والبلدات في الشمال المحرر عبر إطلاقها عدة مشاريع تنظيمية.
وأهمها مشروع تنظيم خط “الميكروباص” عبر إحصاء عدد السيارات العاملة على كل خط، وتحديد مواعيد انطلاقها وأجرة الركاب.
ولاقت هذه الخطوة استحسان الكثير من الأهالي، يقول (محمد) أحد سكان مدينة إدلب: ” إنها خطوة جيدة، أستطيع الذهاب إلى عملي في سرمدا في موعد محدد دون انتظار السيارة لتمتلئ بالركاب”.
كما يمتدح (حسان) مشروع النقل، لكنه يعدُّ أن الأجور لا تزال مرتفعة، كما أن هناك أصحاب سيارات لا يلتزمون بموعد الانطلاق.
وقد نشرت مديرية النقل عبر صفحتها الرسمية جداول توضح مواعيد الرحلات وأجورها.
أصحاب السيارات يشتكون من مشروع تنظيم النقل
لم يلقَ مشروع تنظيم الرحلات قَبول عدد من سائقي السيارات العاملة على خط السير بين البلدات.
وتحدثت (حبر) لعدد من السائقين الذين عبروا عن شكواهم، وقالوا بشكل عام: إن القرار فيه ظلم كبير.
يوضح (أبو محمد) صاحب سيارة على خط (أريحا – إدلب) أنه “طُلب منا أثناء الاجتماع مع ممثلي مديرية النقل أن نلتزم بمواعيد الرحلات ضمن الجدول المحدد حتى وإن لم يركب بالسيارة عدد الركاب المطلوب، وبالتالي فإن رحلة السيارة دون تحصيل أجرة جميع الركاب لا يجني ربحًا.”
متابعاً “كما أن مُنعنا من دخول المدينة والالتزام بإنزال الركاب بالكراج، وهذا الأمر يخسرنا الكثير من الزبائن، وبالأخص طلاب الجامعات المضطرين للوصل إلى باب الجامعة.”
يضطر أصحاب السيارات لقطع إيصالات مرور تسمح لهم بتحميل الركاب خارج الكراجات المنتشرة في أكثر من منطقة كسرمدا وإدلب، وقيمة الإيصال بين 5 ليرات تركية إلى 10 ليرات، وفي حال عدم استخراج الإيصال يتم منع السيارة من العبور من قبل الحواجز المنتشرة على الطرق الرئيسة بالمحافظة.
مديرية النقل تُجيب
المسؤول الإعلامي للنقل الداخلي السيد (أسامة مطاحن) أوضح لنا أن مديرية النقل تهدف بمشروعها لربط المدن الرئيسة بالمحرر بخط منظم يبدأ من الساعة ٧ صباحًا حتى الساعة ٥ مساءً.
ويقول (أسامة): “إن مشروع النقل هو خدمي بالدرجة الأولى، وينظم بشكل مجاني، وأجور العمل تعود لأصحاب السرافيس.
ويفوق عدد السرافيس العاملة ضمن مشروع النقل ١٠٠٠ سرفيس متوزعين بمناطق المحافظة، وأعلنت المديرية عن تخفيض أجور النقل، بعد دعم أصحاب السيارات بتخفيض أسعار المحروقات.
كما تم الاتفاق مع شركات المكرو باص على إعفاء طلاب الجامعات من دفع أجور النقل في عدة خطوط هي: (باصات النقل الداخلي في مدينة إدلب – وخط سرمدا الدانا، وخط حزانو سرمدا)”
وبدورنا عرضنا على السيد (أسامة مطاحن) شكاوى أصحاب السيارات، وأجاب أن “الشكاوى كانت أكثر قبل تنظيم مشروع النقل، لأن أغلب أصحاب السيارات يشكرون من المشروع.”
وتابع بأن “هناك أشخاص يريدون تجاوز النظام على حساب سيارات أخرى، وتتم محاسبتهم؛ لذلك بالغالب هم من يتقدمون بهذه الشكاوى.”
وعن مشاريع تعبيد الطرقات يقول (المطاحن): “العمل مستمر وفق الإمكانيات المتاحة، وسيتم العمل على وضع مواقف مخصصة، وإنشاء كراجات بمعظم المناطق لتساعد في تنظيم خط النقل. ”
كما يوضح محدثنا أن قرارات المخالفات المرورية هي من اختصاص وزارة الداخلية، وأن لديها خطة كاملة ربما يعرقل تنفيذها خطوات تسبقها كإنشاء مدارس تعليم القيادة، واستكمال تنمير كافة السيارات، ومنح هويات رسمية للسائقين.
يرى الكثير ممَّن التقيناهم أن مشاريع النقل ساهمت في تخفيف عبء المواصلات واستغلال بعض أصحاب السيارات، بينما قال آخرون: إن هذه المشاريع وغيرها تعود بالنفع على الحكومة أكثر من الأهالي، وما هي سوى زيادة فرض سيطرة عبر التحكم بمشاريع حيوية.