طريق مخيمات خربة الجوز كابوس للأهالي مع اقتراب الشتاء

فادي أبو منذر

0 1٬853

 

يشكل الطريق الواصل بين بلدة بداما حتى قرية خربة الجوز الواقعة على الحدود السورية مع تركيا في ريف جسر الشغور الغربي كابوسًا أسود لسكان المنطقة، خصوصًا لدى قاطني المخيمات المنتشرة هناك، حيث يعدُّ الطريق شريانًا يخدم مايقارب 40 ألف نسمة بين نازحين وأهالي المنطقة.

حيث ينتشر على طرفي الطريق العديد من المخيمات، إضافة إلى المدارس والمشافي ومراكز الدفاع المدني، بالإضافة إلى وجود الكثير من الحفريات التي تمتلئ بمياه الأمطار في الشتاء ويتشكل فيها الطين، حيث إن الإسفلت الموجود على الطريق يعود لعام 2010 بحسب أهالي المنطقة.

وعملت بعض المنظمات والمؤسسات على ترميم الطريق عدة مرات لكن بدون جدوى، حيث إن مادة الإسفلت المستخدمة قليلة بالمقارنة مع وضع الطريق المخجل، فضلًا عن عمليات الصيانة التي تحدث عند بدء دخول فصل الشتاء، حيث إن الأمطار لا تعطي الوقت المناسب لتماسك مادة الإسفلت مع بعضها ومواجهة الأمطار وضغط احتكاك السيارات على الطريق.

تحدث لنا عمار العبد، نازح من ريف جسر الشغور الغربي وصاحب محل البسة وأحذية: ”معاناتنا دائمة على مدار خمس سنوات من بعد التهجير الأخير من ريف اللاذقية وإدلب الغربي أواخر عام 2015، حيث إنه في فصل الصيف تكون المعاناة بدخول الغبار إلى داخل المحلات، مما يؤدي إلى بُهتان بألوان البضائع فتنخفض أسعارها.”

وأشار عمار بقوله: “في فصل الشتاء تتحول الحفر والغبار إلى طين بفعل الأمطار مما يزيد الأمر سوءًا، حيث إن دخول الزبائن وخروجهم بشكل متكرر يضيف علينا معاناة التنظيف اليومي”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

ويعدُّ طقس منطقة خربة الجوز قاسيًا شتاءً لكثر الأمطار وانخفاض درجة الحرارة، وحار صيفًا لوقعها بين سلاسل جبلية طويلة ع الحدود مع تركيا.

ويضيف لنا العم (أبو عبدو) ذو ال55ـ عامًا، نازح من ريف اللاذقية وصاحب بقالية قائلاً: “لم تقتصر معاناتنا صيفًا على الغبار واتساخ البضائع فقط، بل تؤثر هذه الغبار على ذوي الأمراض التنفسية (الربو – التحسس …إلخ)، فالهواء المستنشق ليث نظيفًا، مما يسبب ضيقًا في الصدر أحيانًا مع ارتفاع درجات الحرارة، وإذا ذهبنا إلى منطقة أخرى بهواء أقل تلوثًا نشعر بالفرق الكبير في التنفس، لكن ليس لنا القدرة على الانتقال إلى مكان آخر بسبب سوء الأوضاع المعيشية“.

استياء لتخفيض أرغفة الخبز بإدلب.. وحكومة الإنقاذ توضح

والمخيمات هناك تابعة لريف اللاذقية ومعظم قاطنيها من قرى ريف اللاذقية من جبلي الأكراد والتركمان.

يقول فريد عبود، نازح من مدينة اللاذقية وصاحب مقهى وسائق جرار: ”ناشدنا المنظمات مراتٍ عدة، لكن لا حياة لمن تنادي، وبعد عدد كبير من المحاولات تم إصلاح الطريق ببقايا من البحص والرمل لكن دون جدوى، لتعود الأمطار ويعود الوضع على ما هو عليه، وتم إصلاح الطريق بإمكانيات خجولة عدة مرات، وبعدها تم تزفيت الطريق بمادة الإسفلت لكن سماكته القليلة لم تكن قادرة على تحمل الأمطار الكثيرة وخصوصًا أن الإسفلت كان من النوع السيء وأشبه بالبحص والحجارة.”

ونوه عبود إلى انتشار الحفر والجور والمطبات الكثيرة على الطريق، التي تؤثر سلبًا على الآليات التي تمر عليه، حيث إن قطع الغيار باهظة الثمن في ظل الوضع المعيشي السيء وانتشار البطالة.

وأُطلقت العديد من المناشدات من الأهالي والإعلاميين والناشطين في المنطقة لتعبيد الطريق، ولم يستجب أحد، ويعدُّ الطريق شريانًا أساسيًا، كونه يصل ثلاثة مشافي بين المخيمات والمناطق الساخنة والمستهدفة والجبهات.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط