في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء حماية الأطفال الأبرياء ضحايا العدوان

محمد عبد الرحمن

1٬171

اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء الذي تحييه الأمم المتحدة منذ سنوات عديدة وأطفال سوريا جلهم ضحايا، وبالرغم من أن مسألة حماية الأطفال في زمن الحرب والنزاعات هي مسؤولية القانون الدولي والإنساني إلا أن الأطفال لا يزالون يتعرضون لمختلف أشكال الاعتداءات الجسدية والمعنوية والعاطفية في كثير من البلدان وخاصة في شمال غرب سوريا، فقد تعرض الأطفال لأفظع أشكال العدوان من القتل والعنف الجسدي والتهجير القسري والتجنيد واستهداف المدارس والمشافي،  ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية فبعد أكثر من 12 عاماً من الحرب والنزوح لا يزالون الأطفال في شمال غرب سوريا يعيشون قسراً في مخيمات لا تحتوي على أقل مقومات الحياة الكريمة.

فنسبة كبيرة من الأطفال يعانون من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والشعور بالحزن والقلق وقلة الانتباه والعديد من الاضطرابات الذهنية واضطرابات في الأكل وطيف التوحد وسلس البول وتعتبر هذه الاضطرابات خطيرة على بعض الفئات العمرية مثل سن المراهقة إذ تدفع لبعض السلوكيات الخطيرة مثل تعاطي المخدرات وإيذاء النفس والتفكير بالانتحار وقلة النوم والعدوانية ورفض التعليم والكذب والتغير المفاجئ في أنماط النوم والطعام.

ونحن نتحدث عن هذه الاضطرابات والسلوكيات كشاهد عيان نعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات في مجال حماية الأطفال في مخيمات النازحين السوريين في مناطق شمال سوريا وإدلب والتي تعتبر اليوم سوريا الصغيرة.

وبالتأكيد يكمن الخطر الساحق في هذه المعادلة هو الواقع التعليمي، ففي بداية كل عام دراسي تتفتح جراح الأهالي فيما يتعلق بمستقبل تعليم أبنائهم ففي أكثر هذه المخيمات لا يتوفر الحد الأدنى من التعليم، فنسبة كبيرة من أطفال هذه المخيمات خارج التعليم لأسباب أهمها سوء الوضع الاقتصادي مما يدفع الأطفال للعمالة إضافة إلى الانقطاع عن التعليم في فترات النزوح والحرب وعدم توفر النقاط التعليمية في مخيمات وضعف الدعم المقدم للقطاع التعليمي بشكل خاص، وإن إكثر ما نخشاه أن يؤدي هذا الحال إلى تحول الجيل القادم إلى مشاريع للتطرف والأمية والجهل.

ومع وجود بعض المنظمات التي تقدم الدعم في مجال الحماية والتعليم  من خلال فتح مراكز صديقة للطفل حيث يتم تقدم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي وتزويد الأطفال بأنشطة ترفيهية وتعمل على رفع الوعي لدى الأهالي من خلال الانشطة المتنوعة ولكن هذا لا يفي بالحد الأدنى من الغرض.

فلا بد من تضافر الجهود بين كافة الجهات المحلية والدولية للنهوض بهذا الجيل وتأمين حياة كريمة له، فهؤلاء الأطفال هم الذين سيحملون على كاهلهم أمانة المضي قدماً نحو الأمام في المستقبل وهم الذين سيساهمون في حل المشاكل التي عجزت الأجيال السابقة عن حلها لذلك لابد من العمل من أجلهم، ومع مرور المجتمع السوري بسلسلة صدمات متلاحقة كان آخرها الزلزال المدمر إن لم نكن متأهبين وعلى مستوى عالي من الوعي لإعادة ترميم ما خلفته الكوارث الطبيعية والانسانية وإعادة بناء المجتمع السوري من جديد ونشر التوعية بحقوق الطفل والإنسان فإن هذه الانعكاسات السلبية ستبقى مستمرة لمستقبل أطفالنا وبلادنا لعشرات السنوات والتي ستؤثر سلباً على أجيال كثيرة غير قادرة على التعافي بسهولة.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط