في الاجتماع 162 لمجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية الذي انعقد في القاهرة يوم الثلاثاء، دعت تركيا إلى الوحدة ضد إسرائيل، فيما أطلّت التوترات السورية-التركية برأسها مجدداً.
ووجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الصراع في غزة، معتبراً أن من يدعمون نتنياهو هم “شركاء في الإبادة الجماعية المستمرة”، مؤكداً أن “العالم الإسلامي سيفعل كل ما يلزم لحماية الهوية الإسلامية للحرم الشريف”، في إشارة إلى المسجد الأقصى، الذي يعتبره المسلمون من أقدس الأماكن الإسلامية.
وكانت هذه القمة أول دعوة لتركيا منذ أكثر من عقد للمشاركة في اجتماعات الجامعة العربية، بعد فترات من التوتر.
في سياق التهدئة الإقليمية، اختتمت تركيا عزلة دامت سنوات عبر التقارب مع السعودية، الإمارات، وأخيراً مصر، ما سمح بعودة أنقرة إلى المسرح العربي. زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة كانت دليلاً على هذا الانفراج، ويُعتقد أن موافقة دمشق الضمنية على حضور تركيا في الاجتماع كانت إشارة إلى تقدم محتمل في مساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وفد نظام الأسد يغادر
ومع ذلك، أثار وجود تركيا في الاجتماع ردود فعل متباينة. حيث غادر وفد نظام الأسد، برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد، قاعة الاجتماع الوزاري عند بدء كلمة فيدان، احتجاجاً على استمرار الاحتلال التركي لمناطق واسعة من شمال سوريا.
اقرأ أيضاً: أبل تطلق آيفون 16.. تصميم مبتكر وقدرات تصوير احترافية
ومايزال نظام الأسد، رغم التلميحات التركية برغبة في تطبيع العلاقات متمسكاً بمطالب انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وفي تعليقه على الانسحاب، قال لطفو الله غوكتاش، المستشار الصحفي في وزارة الخارجية التركية: “بقي شخص واحد من الوفد، وغادر عدد قليل. ليس لدينا معلومات عن سبب مغادرتهم”، مضيفاً: “نحن ننظر إلى وضعنا العام مع الجامعة العربية. إنها ليست قضية نركز عليها.”
ورغم هذا الاحتجاج، أبدى فيدان عدم تأثره بمغادرة وفد نظام الأسد، مؤكداً أن “أولئك الذين يواصلون دعمهم لنتنياهو هم شركاء في الإبادة الجماعية المستمرة”، وشدد على أن إسرائيل ستتحمل المسؤولية عن هذه الأعمال.