“قسد” ترتكب جرائم حرب في حلب

21

تشهد مدينة حلب، المعروفة بتنوعها الثقافي والطائفي، تصاعداً في الانتهاكات الإنسانية بعد أن باتت بعض أحيائها تحت سيطرة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) منذ عام 2011، خصوصاً في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية. ورغم تغير السيطرة بين عامي 2013 و2015، إلا أن “قسد” أحكمت سيطرتها مجدداً عام 2017 عقب حملة تهجير أحياء المدينة الشرقية.

سيطرة وتوسع: عقب تحرير مدينة حلب في 29 تشرين الثاني 2024، استغلت “قسد” الفراغ الأمني والعسكري لتوسيع نفوذها في مناطق متاخمة لأحيائها، حيث انتشرت عسكرياً في أحياء مثل السريان، الميدان، الحيدرية، والهلك، إضافة لرصدها مناطق استراتيجية كدوار الليرمون وطريق الكاستلو. كما نشرت القناصات بشكل مكثف في الشوارع والطرقات المكشوفة، مما جعل هذه المناطق مسرحاً لعمليات قنص واستهداف يومية أودت بحياة العشرات من المدنيين والمقاتلين.

اقرأ أيضاً: ملف المعتقلين السوريين: مأساة مستمرة بعد سقوط نظام الأسد

ضحايا ومشاهد مرعبة: أفادت فرق الإنقاذ والنشطاء بأنهم تمكنوا من انتشال جثث متحللة أو متفحمة تعود لمقاتلين ومدنيين، بعضها ترك في الشوارع لأسابيع نتيجة منع “قسد” الاقتراب من مواقع الاستهداف. تشير تقديرات إلى مقتل أكثر من 90 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، إما عبر القنص أو تصفيات ميدانية نفذتها مجموعات “قسد” ضد مدنيين ومقاتلين، بما فيهم أفراد من المكون الكردي نفسه.

جرائم حرب موثقة: وثقت مقاطع فيديو قيام عناصر “قسد” بتصفية أسرى ميدانياً، رغم أنهم لم يكونوا في وضع قتالي. وأظهرت الصور عشرات الجثث المتفحمة بجانب سيارات مدنية تعرضت للحرق، في مشاهد صادمة تعكس انتهاكات ممنهجة ترقى لجرائم حرب.

مفاوضات عسيرة: رغم مرور أكثر من شهر ونصف على تحرير المدينة، لم تثمر المفاوضات بين “إدارة العمليات العسكرية” و”قسد” عن اتفاق نهائي. ورغم دعوة “الإدارة” مقاتلي “قسد” للخروج بسلاحهم نحو شمال شرق سوريا بشكل آمن، فإن الأخيرة رفضت، متعنتة في موقفها ومستمرة في استخدام المدنيين كدروع بشرية.

نداء لحماية المدنيين: في بيان أصدرته “إدارة العمليات العسكرية” بتاريخ 1 كانون الأول 2024، أكدت فيه مسؤوليتها عن حماية المدنيين الأكراد وضمان حقوقهم، داعية إلى التعايش المشترك ونبذ كل أشكال التفرقة. ورغم ذلك، تستمر معاناة الأهالي وسط غياب حل جذري يُنهي سيطرة “قسد” على أحياء المدينة ويضع حداً لجرائمها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط