كثرت في الفترة الأخيرة البرامج التي تسلط الضوء على مشاكل عامة في المجتمع، كالخدمات والتعليم، وأخرى ترتبط بالأسرة والعلاقة الزوجية، وتدس السم بالعسل في محاولة لنشر أفكار جديدة وترغيب المجتمع بها حملاً على أنها فكرة عادية وتطور و…إلخ، دون احترام لمجتمعات راسخة وأديان سماوية.
ولجذب أكبر عدد من المتابعين يتم الترويج للبرامج بمقتطفات وجزئيات محددة تستفز جمهورًا عامًا أو خاصًا، فمثلاً هل جربت يومًا أن تنشر على صفحتك الشخصية ” فلتسقط كل الأديان.. “وأعقبتها بعبارة انتظرونا مساءً في برنامجك (فشة معلاق) أو (عقلي عقلك) على سبيل المثال لا الحصر.
وتفاجأت من حجم ردود الأفعال التي هاجمت منشورك وسخافتك وجملتك غير المكتملة، بحسب ما حاولت أن توضح لاحقًا، وبدأت التنظير على المجتمع المتسرع الذي لم يحتمل شتم الأديان قبل أن يفهم جملتك ” فلتسقط الأديان التي لا تستمد مرجعتيها من الله”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
هذا ما حدث مؤخرًا مع أحد البرامج الذي كشف عن رسالة من مجهولة خُيّرت بين الطلاق وأحد أهم ما يربط المرأة المسلمة بدينها ويميزها(الحجاب).
لتأتي مقدمة الحلقة لاحقًا وتعاتب الجمهور على حميتهم عن الدين وتسرعهم بالحكم على عنوان حلقتها، والحالة الخاصة التي تريد تناولها.
دس السم بالعسل:
ومن خلال السرد لكامل المنشور الذي جعل آلاف الأشخاص يعبرون عن رأيهم بحرية بقضية تمت للدين الإسلامي بشكل مباشر، بدأت بإظهار غايتها الفعلية من القصة، بترك المجال للمتصلين بأن ينتهكوا الحجاب الإسلامي، ثم تطلب منهم عدم التطرق للأمر والعودة للحالة مطرح النقاش.
وتكرر الأمر مع كل متصل، تاركةً كامل المجال لهم لإبداء الرأي الشخصي به دون علم أو حكم شرعي، بل والسماح بوصفه بقطعة قماش فقط واتهام بعض المنقبات بالزنا، قبل أن تعود المذيعة وتقول لا نعمم طبعًا.
ثم تستمر باستقبال الاتصالات وبالصدفة أغلبها نساء خلعنَ الحجاب أو رجال يؤيدون الفكرة ويرونها حرية شخصية ويشجعونها على خلعه حتى لو تم الطلاق وفسخ العلاقة مع الأسرة.
ومن تلك الموضوعات الخبيثة طرح موضوع تسرب الفتيات من الدراسة، والدفع باتجاه أن الزواج المبكر فقط هو السبب، مع أن الكل يعلم أن السبب الرئيس هو القصف والدمار والخراب الذي عمّ المناطق المحررة بالشمال السوري، ومهما وضح الضيف أن الزواج المبكر نتيجة لما سبق تعود المذيعة لتقول بحسب ما تم توجيهها، لكنه سبب للتسرب.
تعمد الإيقاع بالجمهور:
ما يجعلني أستنكر هكذا برامج، هو ادعاؤها حقيقة القصص التي تريد إثارة الرأي العام حولها، وحشد التعاطف مع أصحابها، بالرغم من عدم الكشف عن أسماء أصحابها، لزعم حماية الشخصية، حتى دون معرفة رأي الشخص الآخر مما يزيد من احتمال اختلاقها.
وأيضًا تعمد استفزاز المجتمع بكتم جزء من القصة التي يروج لها، لإيقاعهم بفخ آخر وهو التسرع وكيل السباب والشتائم التي رأت فيها المقدمة انتهاكًا لحرية التعبير.
وهذا الأمر يجري أدلجته على نطاق واسع مؤخرًا، بإظهار الشارع الإسلامي والعربي عمومًا أقل ثقافة وأكثر همجية من باقي الشعوب.
وهي حرب ذات طابع أوسع موجهة ليس فقط نحو المسلمين العرب، بل نحو المسلمين في أوروبا لحثهم على الرجوع عن الدين أو منع غيرهم من دخوله بمطلق حريتهم، عبر الترويج لخلع الحجاب أو عدم ارتدائه لمن يدخلن الإسلام.