احتوت مدينة إدلب مدرسة (القلوب المبصرة) التي تعدُّ الأولى من نوعها في الشمال المحرر، والمختصة برعاية المكفوفين وتعليمهم.
صحيفة حبر زارت المدرسة، والتقت مديرها (أحمد حاج حسن) الذي حدثنا عن المدرسة وعملها، بقوله: “المشروع انطلق بمساعدة من مديرية التربية ومنظمة (تكافل الشام) لتعليم المكفوفين منذ عامين، ومساعدة الشباب المكفوفين والمهجرين، وتضم حاليًا 80 طالبًا أعمارهم من 6 سنوات حتى 35 سنة، من الصف الأول وحتى التاسع.”
وعن عن كادر المدرسة أوضح (أحمد حسن): “ما يميز المدرسة ويجعلها المشروع الأول من نوعه كون المدرسين أيضًا من المكفوفين، وهم من أصحاب الاختصاصات التدريسية ذكورًا وإناثًا (معلمتان وخمس معلمين)، يدرِّسون الطلاب جميع المواد على طريقة البرايل (اللمس).”
صعوبات وتحديات
المدرسة تواجه العديد من الصعوبات والتحديات التي تقف عائقًا أمام استمراها، لعل أهمها عدم وجود مكان خاص ودائم، فالمدرسة الآن قائمة في مبنى تابع لمديرية التربية في إدلب، إلا أن الأخيرة أخذت تطالبنا به، وهذا سيدفعنا إلى إغلاق المدرسة إن لم نأمن مكانًا آخر.
وثمة مشكلة المواصلات، فأغلب الطلاب من عدة مناطق، ويحتاجون مواصلات مُؤمَّنة ودائمة، والدعم لدينا محدود من منظمة (تكافل الشام) ولا نستطيع التعليم طوال الأسبوع، فنحن نأتي بالطلاب من حارم وسرمدا وما حولهما من مناطق، ورغم ذلك متابعين ضمن ثلاثة أيام في الأسبوع فقط لقلة الدعم، ولكي يكون المشروع قويًا، يلزمنا دعم لنستمر بالتعليم طوال الأسبوع ونحضر الطلاب من أماكن بعيدة.”
ماذا يدرس الطلاب وكيف؟
وقد التقينا الأستاذ (خالد) الذي يدرِّس مادة التاريخ للصف الثامن والتاسع، بالإضافة إلى تعليم طريقة البرايل للصغار، وقد حدثنا عن كيفية إعطاء الدروس للطلاب قائلاً:
“أُعطي طلاب الصف التاسع مادتي التاريخ والجغرافية، وأُلقي المعلومة شفهيًا وسماعيًا، والمعلومات المهمة من الدرس أطلب من الطلاب تدوينها بطريقة البرايل.
اقرأ أيضاً: جمال سليمان يتبنى فكرة المجلس العسكري ويوضح تفاصيله
طلاب الصف الأول والثاني والثالث نبدأ بتعليمهم مبادئ القراءة والحساب والأعداد من 1إلى 1000، والعد التنازلي والتصاعدي، وتعليم الحروف مع الحركات، ونقوم بتعليمهم الحروف والأعداد بطريقة برايل، ثم ننطلق إلى تكوين كلمة مؤلفة من حرفين وثلاثة.”
وأضاف: “نعمل على الدعم النفسي عن طريق تشجيع الطلاب ببعض الكلمات، وفي بداية الأمر واجهنا صعوبات، وبعد ذلك بدأ الطلاب بالاستجابة مثل مدارس المبصرين الذين يواجهون صعوبات، وبعد ذلك يصبح الأمر لديهم سهلاً.”
وأوضح أن “طلاب الصف (الأول، والثاني، والثالث) يأخذون فقط لغة عربية ورياضيات، بينما طلاب الصف (الثامن والتاسع) يأخذون منهاج اللغة العربية كاملاً، والاعتماد يكون على الإلقاء السماعي أكثر من الكتابة، عكس الصف الأول والثاني حيث نعتمد على الطريقة العملية (الكتابة)، ونعطي للطلاب وظائف وواجبات منزلية وحفظ بطريقة البرايل، ولا نختلف عن مدارس المبصرين سوى بطريقة برايل، لأن
الكفيف لا يستطيع القراءة، فيعتمد طريقة البرايل (اللمس)، وهي حروف نافرة يلتمس فيها الكفيف الحروف ويتعرف الحرف والكلمة والعدد.”
(محمد) 15عامًا أحد طلاب مدرسة (القلوب المبصرة) حدثنا عن تجربته في التعليم بقوله: “نذهب إلى المدرسة من الساعة 8 وحتى 12، المواصلات مؤمنة ذهابًا وإيابًا على حساب المدرسة، ويوجد معلمون نحبهم، وأستخدم برامج لقراءة الكتب، وأستمع صوتيًا مرات عديدة كي أدرس.
والمدرسة تؤمِّن ما نحتاجه من المستلزمات الدراسة، ولا يوجد أي صعوبات.
المكفوفون شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة افتقدت التعليم بالثورة ، ومدرسة (القلوب المبصرة) أملهم في ممارسة حياتهم من جديد.