منظمات تعيد الحياة لمدينة أريحا بالتعاون مع المجلس المحلي

نسرين عليوي

0 1٬570

نسرين عليوي

قذائف الغدر والطائرات وبراميل الموت لونت ثوب عروس الشمال بالأحمر الدامي، وأصوات الصافرات كانت حافزًا لتهجير السكان وإفراغ هذه المدينة التاريخية العريقة من أهلها وضيوفها.

لكن حبَّ الأرض وعشق عبيرها جعل الكثيرين يحثون الخطأ مسرعين باتجاه العودة، وكلهم أمل بقدرتهم على البقاء في هذه المدينة الرائعة، مدينة أريحا منبع الكرز.

ساعد ذلك عودة عدد من التجار وفتح محلاتهم مجازفين بأموالهم رغم الخوف من غدر النظام السوري وروسيا، وممَّا شجع الناس على العودة تفعيل أول فرن بمدينة أريحا، حيث عاد فرن (السلام) وجلب معه الحياة، فكان كقناة ماء أعادت للأرض حياتها.

عزيمة لا تعرف الهزيمة:

عادت الحياة من جديد في هذه المدينة، وعاد المجلس المحلي بعزيمة وإصرار لتنظيمها وتقديم الخدمات ما أمكن، وإزالة الأنقاض الممزوجة بدم الأطفال والنساء والشهداء التي خلفتهما طائرات الغدر، إضافة إلى التنسيق مع المنظمات من أجل العودة للعمل في هذه المدينة، حيث سارعت عدد من المنظمات للعمل فيها ومنها: (منظمة القلب الكبير، ومنظمة أورانج، ومنظمة مرام، ومنظمة الناس عند الضيق، ومنظمة نسائم الخير) وغيرها من المنظمات.

مشاريع متعددة تنبض بالحياة:

قامت بعض المنظمات بمشاريع أعادت تدفق الدماء النقية في جسد مدينة اريحا، كتزفيت الشوارع في المدينة، ودعم الأفران، والآن شارفوا على الانتهاء من المرحلة الثانية من تلك المشاريع، التي حدثنا عنه رئيس المجلس المحلي الأستاذ (أحمد سعدو) بقوله: “إن المرحلة الثانية للمشروع لها أثر جميل وصدى بعيد وأثر واضح على عدد من النساء فمشروع (بيت المونة) استهدف مايقارب (50) امرأة هنَّ من أشد الحاجة في المدينة، وكان له أثر اجتماعي ومادي على هذه الأسر بشكل خاص وعلى المدينة بشكل عام، كذلك قامت المنظمة بترميم الفرن الآلي من بناء ومعدات ودعمه لفترة معينة.”

مشروع زرع الأمل وأزهار الياسمين:

أضاف السيد سعدو قائلاً: “اكتسبت مدينتي ثوبها الأبيض بمشروع تنظيم سوق المدينة الذي قامت به منظمة مرام مشكورة، فقاموا برصف شارع السوق وأرصفته وسقفه، حيث أخذ منهم جهدًا عظيمًا وكلفة كبيرة، لكن جعل الأهالي يشعرون برياحة نفسية وطمأنينة كبيرة.”

اقرأ أيضاً: مخيم على أطراف مدينة إدلب يعيش أوضاعًا إنسانية صعبة

آراء بعض أصحاب المحلات في سوق المدينة:

(أبو محمد) الذي يعمل في محل فرح للإكسسوار يقول: “شعرنا بالحماس والأمان لهذه المبادرة الجميلة، فهي مبشرة بالخير والاستقرار والبُعد عن التهجير والتدمير.”

ويضيف قائلاً: “هذا الترميم الذي قامت به المنظمة بالتعاون الكبير مع المجلس المحلي والأهالي وإدارة المنطقة، أضفى منظرًا جماليًا لسوق المدينة، فالشارع أصبح جميلاً والأرصفة رائعة ومنظمة، والمحلات متشابهة، والأسقف وقتنا حر الصيف وبرد الشتاء ودفعت عنا الأمطار التي كانت تفسد البضائع أحيانًا، وأتمنى أن يتم استكمال المشروع ليشمل السوق بأكمله. ”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

أما (أبو محمود) صاحب محل بالسوق فيقول: “حبذا فصل السوقين عن بعضهما (سوق الخضرة، وسوق الألبسة)، وأتمنى لو استطاعوا إنارة السوق بأكمله، وأرجو ألا تكون هذه الإصلاحات مبررًا لأصحاب المحلات لرفع الإيجارات وغلاء الأسعار.”

وقد شكر أهالي مدينة أريحا عامة وأهالي السوق خاصة، كل يد بيضاء امتدت لتضفي لهذه المدينة جمالاً وأسهمت في بنائها واستقرارها، ولإدارة المنطقة ومجلسها المحلي والمجمع التربوي والمعلمين والمعلمات والتجار وأصحاب المحلات والمنظمات، ولسواعد لا تعرف الكلل والملل وقلوب لا تعرف الياس.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط