نيويورك تايمز: محاولات أميركية وخليجية لفك تحالف الأسد مع إيران تواجه تعقيدات

1٬535

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة قدمت عروضًا لبشار الأسد، رئيس النظام السوري، تتضمن التخلي عن تحالفه مع إيران وإغلاق خطوط إمداد الأسلحة، لكن التطورات الأخيرة في سوريا جعلت تحقيق هذه المحاولات “أقل احتمالًا”.

وذكرت الصحيفة في تقريرها أن الأشهر الماضية شهدت تصعيدًا في القصف الإسرائيلي على سوريا، بينما كانت الولايات المتحدة ودول الخليج العربي تعمل خلف الكواليس على استمالة الأسد دبلوماسيًا، في محاولة للضغط عليه لفك ارتباطه مع إيران وحزب الله.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المبادرات جاءت استغلالًا لفرصة نادرة، وفق رؤية إسرائيل وحلفائها، لتفكيك الشبكة الإقليمية الإيرانية المتأثرة بالهجمات الإسرائيلية. لكن على الرغم من ذلك، بدا أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة في تحقيق هدفها الأساسي بإخراج الأسد من دائرة التحالف مع إيران.

اقرأ أيضاً: منظمات إنسانية تطلق حملة لتأمين الخبز لسكان حلب بعد سيطرة…

ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين وإسرائيليين أن مع تفاقم التحديات التي يواجهها النظام السوري، تصبح محاولات تقليص العلاقات بينه وبين إيران أكثر تعقيدًا، حيث يعتبر الأسد إيران وحلفاءها الخيار الأفضل لدعم بقائه في السلطة. وقد أدى القصف الأخير على حلب إلى تعزيز الالتزام الإيراني والروسي بمساندة الأسد، ما يشير إلى صعوبة فك هذا التحالف.

وقال أندرو تابلر، المسؤول السابق في البيت الأبيض، إن الجهود الإقليمية لإبعاد الأسد عن إيران تبدو الآن غير قابلة للتحقق دون أن يظهر الأسد استعداده لتحمل كلفة هذا الانفصال. وأضاف أن أهمية إيران للأسد في الظروف الحالية أصبحت أكبر من أي وقت مضى.

الجهود العسكرية والدبلوماسية

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل كثفت هجماتها على سوريا مؤخرًا، مستهدفة مواقع تمتد من دمشق إلى تدمر، بهدف قطع خطوط الإمداد من إيران إلى حزب الله. لكن وفقًا لمصادر إسرائيلية، فشلت تلك الجهود في إغلاق هذه الخطوط، بسبب تعقيد الشبكات الممتدة عبر الحدود والأنفاق والمجموعات المسلحة.

وتوازت الحملة العسكرية مع جهود دبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة ودول خليجية لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة. وشملت العروض المقدمة للأسد مساعدات اقتصادية خليجية، وانسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى وعود برفع أو تخفيف العقوبات الأميركية.

تعقيدات التحالفات

وحذر دبلوماسيون وخبراء من أن استمرار القصف الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد العنف، مع إمكانية حدوث فوضى قد تتجاوز حدود سوريا. وأشاروا إلى أن روسيا، رغم دورها الكبير في سوريا، لم تنجح في تقليص النفوذ الإيراني بشكل ملموس، حيث تواصل الميليشيات المدعومة من إيران عملها قرب الحدود الجنوبية لسوريا.

وأوضحت الصحيفة أن العلاقة بين روسيا وإيران تتسم بالتعقيد، حيث تتنافس الدولتان على الموارد في سوريا، بينما تعتمد موسكو على إيران في الحصول على الطائرات المسيّرة لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا، فضلًا عن التعاون العسكري داخل سوريا.

نفوذ إيران الداخلي

ورأت مصادر أن النظام السوري يعتمد بشكل كبير على النفط الإيراني الذي يتحدى العقوبات الدولية لدعم الاقتصاد المحلي وشبكات السوق السوداء، مما يعرقل أي محاولات خليجية لإغرائه بالمساعدات.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن تجارة الكبتاغون المزدهرة، التي تُدار بشبكات ترتبط بحزب الله والميليشيات الإيرانية، تُعقّد محاولات فك ارتباط النظام السوري بهذه الشبكات، حيث تظل إيران جزءًا أساسيًا من الأجهزة الأمنية والميليشيات، ولديها القدرة على تهديد النظام من الداخل إذا اقتضى الأمر.

ختامًا، يبدو أن مساعي تقليص نفوذ إيران في سوريا، سواء عبر الهجمات العسكرية أو العروض الدبلوماسية، تواجه تحديات كبرى في ظل التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط