هل يستطيع بشار الأسد الدخول مجدداً إلى الساحة العربية؟

رزق العبي

0 511

كانت سورية قبل انقلاب عائلة الأسد تعيش على اقتصاد حرّ ومستقل وعلى الاستفادة من موارد البلاد ومجهوداتها في البناء والتنمية، حيث تقدمت سورية على بلدان منطقة الشرق الأوسط من حيث مستوى المعيشة في تلك الفترة، وازداد الدخل الوطني بمعدل نمو وسطي 4،7٪ ونصيب الفرد من الدخل الوطني بمعدل 4،3٪ وساهم القطاع الزراعي في تكوين هذا الدخل بنسبة اقتربت من 45٪ وجاء بعد ذلك النشاط التجاري والمالي ثم الصناعات التحويلية وبعدها النقل والمواصلات والإنشاءات.

ولا يزال نظام الأسد يحاول فكّ العزلة التي تواجهه منذ عام 2011، وذلك على الرغم من العنف الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف وهجرة الملايين.

وبعد الزيارات الدبلوماسية المتكررة مع الأردن والاتفاق على خط الغاز الإسرائيلي، بالإضافة إلى اللقاءات المتكررة للإمارات مع بشار الأسد، وعودة دمشق (نظام الأسد) إلى شبكة الإنتربول الدولية يطرح سؤال نفسه: هل باتت نهاية العقوبات الغربية قريبة من بشار الأسد؟.

وكانت الزيارة التي أجراها بشار الأسد إلى الإمارات منذ أيام، أول زيارة عربية له بعد 11 عاماً من الحرب في بلده، الأمر الذي يعيد الأضواء إلى الملف السوري، وما يحصل فيه من تطورات.

بالإضافة إلى الزيارة التي قام بها وزير خارجية الإمارات، والتقى خلالها بشار الأسد.

كما أن الأردن تؤكد أنها تريد تحسين العلاقات مع سورية، حيث أُعيد بالكامل فتح الحدود بين البلدين أمام حركة التجارة، وكانت المملكة هي القوة الدافعة وراء اتفاق لضخ الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر سورية بموافقة أميركية على ما يبدو.

ويحاول بشار الأسد إظهار نفسه على أنه يحارب الإرهاب، وخلال الفترة الماضية أرسل موالون لنظام الأسد رسائل إلى جهات دولية، تحثها على تخفيف العقوبات عن النظام السوري.

ويبدو أن لقاء وزير الخارجية الإماراتي مع بشار الأسد كان بطلب من بشار الأسد بهدف إعادة الأعمال الخليجية إلى سورية، وفي نفس الوقت التواسط مع الإدارة الأمريكية لرفع العقوبات عنه وعن عائلته.

ولعل الزيارة الأخيرة التي قام بها بشار الأسد إلى الإمارات، ليست بسبب رغبة الأسد في إحلال السلام في البلاد والعودة إلى الساحة الدولية أو لأسباب إنسانية متعلقة في حال الشعب السوري. حيث تعتبر عُمان والإمارات وسطاء رئيسيين في المفاوضات بين الأسد والغرب.

وفي المقابل سوف يحصلون على نسبة من أموال عائلة الأسد المجمدة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

وتحكم عائلة الأسد سورية لأكثر من 5 عقود بمساعدة أجهزة الأمن والجيش، فيما تهيمن الأقلية العلوية على شؤون البلاد، وكل هذا يحدث في ظل غياب القانون بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي عصفت في البلاد التي -برأي بشار الأسد-حدثت لأن أموال الشعب السوري التي تقدر ما بين 40 مليار دولار و60 ملياراً مجمدة في لبنان.

يذكر أن الزيارة الأخيرة التي قام بها بشار الأسد إلى اﻹمارات، قد تفتح مجدداً له الباب في احتمال عودة سورية إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية، بعد أن علّق وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ نهاية نوفمبر/تشرين ثاني 2011 عضوية سورية في الجامعة العربية، بعد بدء الثورة السورية.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط