عائشة الكرمو
لطالما سعى النظام جاهداً لاحتلال حلب بالكامل وطرد الثوار منها، ولكنه عندما فشل بذلك قام بالتضيق على مناطق سيطرة الثوار من خلال التصعيد العسكري بمساعدة روسيا جواً، وإيران وحزب الله أرضاً، فاستطاع بذلك إطباق الحصار على مناطق سيطرة الثوار في 2016/7/7 م.
هذه الهجمة الشرسة من قبل النظام وأعوانه على 400000 نسمة داخل مدينة حلب المحررة جعلت من فصائل المعارضة يداً واحدة هدفها كسر الحصار، فأعلن الثوار عن ملحمة كبرى بدايتها كسر الحصار ونهايتها تحرير حلب بالكامل وطرد الطغاة منها.
فقامت صحيفة حبر باستطلاع عن آراء الناس في ريف حلب الغربي، ومعنوياتهم في هذه الملحمة والرسائل التي يوجهونها للثوار.
بدأ حديثه أبو عبد الرحمن الذي يبلغ من العمر ثلاثين سنة، وهو مجاهد يشارك في معركة كسر الحصار معبرا عن رأيه في هذه الملحمة قائلاً ” أنا أحمد الله أنني أشارك في مثل هذه المعركة التي ستقلب الموازين رأساً على عقب، وسينقلب السحر فيها على الساحر، وتعود فيها حلب حرة أبية، وبإذن الله سننتصر على من بغى علينا، وسنكون في هذه الملحمة رجالاً لا تهاب الموت، وسنكسر رأس النظام مع كسر الحصار، ” كما تابع موجهاً رسالة للثوار ” أتمنى أن نبقى يداً واحدة، ونعيد للإسلام فتوحاته كما كانت على أيدي الصحابة، وأن نجتمع ونوحد الصفوف ولا نشمت بنا أعداءنا بتشتتنا”
وحول حديثنا مع أبو حمزة البالغ من العمر ثلاثة وستين سنة، وهو معلم متقاعد معبراً عن وجهة نظره في هذه الملحمة وهو يعيش بعيداً عن أبنائه المحاصرين داخل حلب المحررة قائلاً: ” الحمد لله أرى أنَّ الأوضاع في حلب تنقلب نحو الأفضل، وإن شاء الله ستكون هذه الملحمة الضربة القاضية النظام في حلب، وسيتم تحريرها بالكامل، وسأعود لأحضن أبنائي من جديد بإذن الله.” وقد وجه أثناء حديثه رسالة للثوار قائلاً: ” كونوا يداً واحدة إذا ضُرِبَ بها كانت الضربة القاضية، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وكونوا كما كان أصحاب الرسول كالبنيان المرصوص لا تفككم قوة ضد هذا النظام الفاسد والظالم حتى تطردوه من بلادنا وتطهروها من رجسه”.
وعبرت أم عبدو التي بلغت من العمر سبع وأربعين سنة عن معنوياتها ورأيها في هذه الملحمة التي يشارك فيها ولدها والحماس يملأ قلبها رغم أنها فقدت ولدها منذ عام في هذه الثورة قائلة: “حقيقة أشعر بالفخر كثيرا، أرى النصر أمام عيني فوالله لو أنني أستطيع أن أكون مع الثوار خطوة بخطوة أطبخ لهم وأعالج جريحهم لفعلت، فأنا أشعر بأنَّ الثوار جميعهم أبنائي، فالشهيد ولدي، والجريح ولدي، والمنتصر ولدي، وجميعهم أودعتهم في خزائن الرحمن” وتابعت أم عبدو موجهة دعاءها للثوار” الله ينصركم ويهلك روسيا وإيران وبشار وجيشه، ونحن معكم على الموت وما بدنا غيركم “
وأشار أحمد المحمد الذي يبلغ من العمر ستة وعشرين سنة وهو معلم متطوع منذ بداية الثورة إلى معنوياته معبراً عن وجهة نظره في هذه الملحمة قائلاً:” الحمد لله أحسست من خلال هذه الملحمة بروح النصر التي رفعت معنوياتي إلى حد كبير بفضل الله وخصوصاً من توعدات القادة العسكرين الذين أربكوا النظام وشتتوا تفكيره فمعنوياتنا تأتي من معنويات القادات العسكرية على الأرض، وإن شاء الله بتوحدهم هذا سيكون النصر حليفنا، وفك الحصار سيتم بعون الله وستكون هذه الملحمة مرحلة جديدة تنطلق منها الثورة بسواعد قوية “
وكما أراد أن يشير للثوار برسالة أثناء حديثه ” أنتم المجاهدون الحق، أتمنى أن يكون العمل في هذه المعركة على أوسع نطاق دون توقف وأن تكون المعركة نهايتها تحرير حلب بالكامل كما وعدتم، ودعائي لكم بأن ينصركم الله ويثبت أقدامكم ويشفي جراحكم “
ويقول أيضاً عمر حمادة وهو في الرابعة عشر من عمره وقد ترك رفاقه محاصرين في حلب بعد خروجه في اليوم الأول للعيد لمعايدة أقربائه معبراً عن معنويته بهمة رجال كبار قائلاً: ” أنا متأكد من تحرير حلب وفك الحصار ومتأكد من عودتي لمنزلي ولرفاقي منتصرين بإذن الله، وقال داعياً للثوار: “الله ينصركم على كل ظالم وخليكم متوحدين ولا تخافوا لأن الله معنا”
هذه وجهات نظر وآراء بعض الناس في هذه الملحمة التي تعتبر من أشرس المعارك التي خاضها الثوار منذ بدء الثورة، وهي المعركة المصيرية لحلب وأهلها؛ فالجميع اليوم باتوا ينتظرون النصر ويرتقبونه بعد أن بدأت هذه الملحمة الكبرى، لتكون حلب السند الأقوى للثورة، والقلب الذي ينبض بها.