عبد العزيز مشهدييبدو أن التقارير الاستخبارتية الأمريكية والبريطانية التي رجحت سقوط الطائرة الروسية على يد تنظيم الدولة في سيناء مصر ستجعل بوتين يعيد النظر في قرار تدخله العسكري في سوريا وسيزيد من أعداد المعارضين للحملة في قلب روسيا وفي خارجها، فقد أفادت التقارير أن ( السي آي إيه ) قد تمكنت من رصد اتصالات بين قيادة تنظيم (ولاية سيناء) قبل وبعد تحطم الطائرة، وقد كانوا يتباهون بالعملية.مأزق جديد يحرج بوتين ويذكره بالنكسات والكوارث السياسية التي فجعت بها بلاده بدءا من الحرب الروسية اليابانية 1904-1905م إلى حرب أفغانستان التي سقط على إثرها الاتحاد السوفييتي وباتت تشكل كابوسا مزعجا لدى الروس.لا شك أن تلك النكسات الكبيرة لا تزال عالقة في رأس بوتين، ولذلك قام بتعديل مرسوم حول أسرار الدولة، ومن هذه التغييرات التي أراد بها ضبط الأنفاس “وضع الخسائر العسكرية على قائمة أسرار الدولة” فكان هذا التعديل مقدمة وتمهيدا للحرب الروسية على سوريا، وكأن حدس بوتين يخبره أن الخسائر ستكون كبيرة.وإننا حين نمعن النظر في وضع روسية بشكل عام ندرك تخوف بوتين وقلقه، فهو يريد الحفاظ على مصالح بلاده في المياه الدافئة، ولكنه يدرك خطر الأزمة الأوكرانية التي أرهقت البلاد وشغلت الكرملين، خاصة وأن روسيا تواجه أزمة اقتصادية ليست صغيرة، ونفقات الحرب العسكرية يعني تزايد الأمر سوءا وتفاقم الأزمة، ففتح جبهتين في كل من أوكرانيا وسوريا في توقيت واحد سيتطلب أشياء لا تستطيعها روسيا.من أجل ذلك كله يجب على بوتين أن يقف بينه وبين نفسه ويشعر بالندم ويشعر بالقلق، بل وينافس به السيد (بان كي مون)!!